سيد مكاوي .. شيخ الملحنين ومسحراتي مصر الأول
ارتبط شهر رمضان المبارك في أذهان المصريين بالرائعة الشعرية الخالدة المسحراتي، التي قدمها شيخ الملحنين سيد مكاوي بالتعاون مع الشاعر فؤاد حداد، اللذان كونا ثنائي فني لا يزال تأثيره حاضرًا حتى يومنا هذا، فما هي هذه الرائعة الشعرية؟ ولماذا اختص بها سيد مكاوي؟
مسحراتي مصر الأول
المسحراتي كان برنامجًا إذاعيًا قدم أغانيه عشرات الملحنين الكبار، منهم أحمد صدقي ومرسي الحريري وعبد العظيم عبد الحق، إلا أن تجربة سيد مكاوي، هي ما بقيت وأثرت في الشعب، ومن ثم اقترنت ألحانه باسمه لتصبح أغنياته خالده، إذ أن من سبقوه كانوا يقدمونها بعد العرض على فرقة موسيقية، إلا أن سيد مكاوي كان دائما متميزًا، ففي العام الذي أسند إليه تلحين عدد من حلقات المسحراتي اشترط أن يقوم هو بغنائها، وأيضا الاستغناء بشكل نهائي عن الفرقة الموسيقية وتقديم شخصية المسحراتي في هيئتها المألوفة للشعب المصري، مرتديا الجلباب ومعه الطبلة المميزة لتلك الشخصية.
بعد خروج شخصية المسحراتي في ثوبها الجديد الذي ابتكره سيد مكاوي قررت الإذاعة الاستغناء عن كل الملحنين المشاركين في ألحان المسحراتي وإسناد العمل كاملا له، وقد وضع لها أساس لحني خاص، ذلك اللحن الذي لا يزال حاضرا في أذهاننا حتى اليوم.
المطرب المتخصص في غناء التراث الموسيقي الشرقي
لكن أيضا اسم سيد مكاوي كان معروفا قبل ذلك بفترة كبيرة، إذ تم اعتماده في بداية الخمسينيات كمطرب متخصص في غناء التراث الموسيقي الشرقي وفي منتصف الخمسينيات اعتمدته الإذاعة المصرية كملحن إلى جانب كونه مطربا للأغاني الدينية.
ومن ثم أصبح مكاوي واحدا من كبار المؤلفين وكتاب الأغاني في الوطن العربي، فيما لحن أغاني لكبار نجوم عصره، مثل عبدالمطلب وشريفة فاضل، وكانت تلك الخطوة بمثابة العلامة الفارقة في حياته، حيث أثرت بعد ذلك في مشواره الفني، ليكون له بعد ذلك الفضل الأول في تأسيس وإرساء فكرة وضع مقدمات غنائية للمسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، وبناء عليه أُسند إليه وضع تصور لهذه الفكرة حتى قدم عشرات المقدمات لمسلسلات لا تزال حاضرة في الأذهان حتى لحظتنا الحالية.
وبعد 70 عامًا من الكفاح والنجاح مع الفن والموسيقى والدين رحل عن عالمنا الشيخ والملحن سيد مكاوي، بعد أن ترك لنا إرثًا عظيمًا لا يقدر بثمن خلد اسمه.