الشيخ عبدالباسط عبدالصمد .. سفير التلاوة وأول نقيب لقراء القرآن
يعد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد واحداً من أبرز قراء القرآن في العالم الإسلامي، حيث التحق بالإذاعة واعتمد قارئاً بها في 1951، ونال شهرة واسعة، وقرأ القرآن الكريم في أكثر من 40 دولة في العالم، وكرمه عدد من رؤساء وملوك دول العالم، وكانت أول زيارة له خارج القطر المصري إلى السعودية، وظلت من أكثر الدول التي زارها في حياته، وأحبهم إلى قلبه، كما سافر إلى كل الدول العربية، ومعظم دول قارتي آسيا وأوروبا مثل الهند، وباكستان، وماليزيا، وفرنسا، وانهالت عليه دعوات الزيارة من ملوك وأمراء الدول العربية.
ولد الشيخ عبدالباسط عام 1927 بقرية المراعزة التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا، عشق القرآن منذ صغره، وحفظه وهو في العاشرة من عمره، وسعى لتعلم قراءة القرآن بأصوله، إذ كان موهوبا، ويتمتع بالذكاء وحلاوة الصوت منذ صغر سنه، وربما بدايته الحقيقة كانت في عام ١٩٥٠م، حينما توجه نحو مسجد السيدة زينب، للاستماع إلى عمالقة القراءة آنذاك مثل الشيخ الشعشاعى، والشيخ عبدالعظيم زاهر، واستمر القراء الكبار في تلاوتهم حتى أدركهم التعب جميعًا خلال الليلة الختامية للمولد، ولعبت الصدفة دورها، حيث كانت تربط إمام مسجد السيدة زينب الشيخ على سبيع، علاقة صداقة قديمة بوالد الشيخ عبدالباسط، واستغل تلك الصداقة، فطلب من الشيخ سبيع سماع صوت ابنه، وبدأ بالفعل في القراءة فإذا بالمسجد يمتلئ لحظة بعد أخرى، وعندما كان يرغب في التوقف ليستأنف الشيوخ الكبار تلاوتهم، كانوا يشيرون له بالاستمرار، حتى استمر في القراءة حتى الفجر.
وانتخب كأول نقيب للقراء عام 1984، ولم يبحث الشيخ الفضيل طوال حياته عن المال مطلقا، واعتاد القراءة للفقراء دون أجر وكان وسيمًا ويختار ثيابه بدقة وحرص على الظهور مهندمًا في كافة الأماكن والمناسبات حتى في المنزل، وقد اعتاد على شراء الاشياء الفارهة، التي تشعرك بالرفاهية والسعادة لدرجة انه كان ينتهز الفرصة في سفره ليشتري ملابسه ومستلزمات أسرته من أشهر المحال العالمية، وكان في مصر يرتدي جلابية ذات تصميم معين ومعها الجبة والقفطان، بينما ارتدى البدلة والقميص أثناء تواجده خارج مصر.
وكان يستقبل استقبالا رسمياً وشعبياً في كل زياراته الخارجية، وحظى بالكثير من مظاهر التقدير عربياً ودولياً، فنال وسام الاستحقاق السورى ووسام ماليزيا الذهبى ووسام الأرز اللبنانى ووساماً من السنغال وآخر من المغرب، وآخر الأوسمة التى حصل عليها كان بعد رحيله من الرئيس مبارك عام 1990، حيث توفي في 30 نوفمبر 1988 متأثراً بمرض السكر.