سيد مكاوي .. محطات مسحراتى الشعب وصانع البهجة

فى رمضان من كل عام يأتينا صوت سيد مكاوي متسللا من بين الزحام والضوضاء، ليصطحبنا فى عالم ساحر يرسم تفاصيله بصوته الذى يحمل قدرا كبيرا من الألفة والمحبة، خاصة وأن الجمهور ارتبط به من خلال المسحراتي.

وقد ارتبط المسحراتى لفترة طويلة فى أذهان الجميع بالنجم الكبير سيد مكاوى، الذى حلت منذ أيام ذكرى وفاته، حيث رحل عن عالمنا فى 21 أبريل من عام 1997.

ولد مكاوي فى 8 مايو من عام 1927 بحى السيدة زينب، وكان منذ نعومة أظافرة عاشقا للقرآن، ولذلك عمل فى شبابه لفترة مؤذنا بمسجدى أبو طبل ومسجد الحنفى بالسيدة زينب.

وبعد فترة وبعد أن اكتشف فيه الجميع حلاوة الصوت، قرر مكاوي أن يتجه إلى الإنشاد الدينى، وبعد فترة أخرى تعرف على صديقين شجعاه على اقتحام الوسط الفني من خلال العزف، وكانت أول يعزف عليها سيد مكاوي، هى القانون.

فى بداية الخمسينيات كان سيد على موعد مع نقلة مهمة أخرى فى مشواره، حيث اعتمدته الإذاعة المصرية مطربا، لغناء تراث الموسيقى الشرقية والموشحات، وبعد سنوات قليلة يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة، بدأ سيد مكاوي يكشف عن موهبته كملحن، وكان أول عمل يكتب له الشهرة فى مجال الألحان، تجربته فى أغنية مبروك عليك يا معجبانى يا غالى، التى كشفت عن حجم موهبته كملحن فذ.

أما عن أغنية المسحراتى فقد خرجت للنور فى عام 1968، حيث قررت الإذاعة أن تسند إلى عدد من الملحنين مهمة تلحين الثلاثين حلقة الخاصة بالمسحراتى، وكان سيد مكاوى واحدا من هؤلاء، وفى اليوم المخصص للتسجيل، ذهب إلى الإذاعة دون العود أو حتى فرقته الموسيقية، وهو ما تسبب فى دهشة الجميع، فكيف له أن يغنى دون فرقة أو آلات موسيقية.

وفجأة ودون أى مقدمات دخل الشيخ سيد الاستوديو ووقف أمام الميكرفون، وأخرج من حقيبته طبلة صغيرة، ليستخدمها بدلا من الفرقة، ومع تحقيق الأغنية بشكلها الجديد نجاحا منقطع النظير أسندت الإذاعة لسيد مكاوي فى العام التالى مهمة تلحين وغناء حلقات المسحراتى كاملة.