محمد محمود الطبلاوي .. سلطان التلاوة وقارئ الملوك والرؤساء
برع قراء مدرسة تلاوة القرآن المصرية على المستوى العربي أجمع بترتيلهم وتجويدهم القرآن، وأصواتهم المميزة العذبة الرخيمة، وكان القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي واحد من هؤلاء العظماء، كما أن لإسمه وقع خاص، إذ أنه آخر عظماء دولة التلاوة.
آخر عظماء دولة التلاوة
وقد استطاع بصفاء وعذوبة صوته أن يخلد اسمه، وبدأت رحلته العظيمة تلك وهو في عمر 4 سنوات، إذ التحق بكُتاب قريته ميت عقبة بمحافظة الجيزة، لتبدأ رحلة التقوى من سن صغيرة، وهو لم يتجاوز الـ 10 من عمره، بعد إتمامه حفظ القرآن الكريم، فيما بدأت رحلته الحقيقية وهو في سن الـ 12 عاما، حيث بدأ تلاوة القرآن الكريم، وانبهر به شيوخه مثل الشيخ عبد الفتاح القاضي والشيخ أحمد مرعي والشيخ رزق خليل حبة والشيخ محمود حافظ برانق والشيخ عبد الحميد المسيري، إذ تتلمذ على يدهم.
التلاوة مصدر رزق
كانت التلاوة في هذا السن هي مصدر رزق الشيخ محمد محمود الطبلاوي، إذ أعطاه شيخ القرية أجرا عنها، وقد بلغ 5 قروش، ومع بلوغ سن الخامسة عشرة من العمر دُعِي لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين.
وخلال رحلته سار الشيخ محمد محمود الطبلاوي على نهج شيخه الأعظم محمد رفعت، إذ حرص على تعلم علم القراءات والتجويد، ورفض المقامات الموسيقية، كما تقدم لاختبارات الإذاعة أكثر من مرة ورُفض فيها، وفي المرة العاشرة تم قبوله، ومن بعدها سجل القرآن الكريم كاملا بالتجويد والتلاوة.
ومع خروج صوته عبر الأثير انبهر العالم به، ومن ثم أصبح قارئا في العالم كله، وسافر أكثر من 80 دولة حول العالم، وكان سفره يأتي عن طريق دعوات خاصة أو يكون مبعوثا من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف.
وفي حياته حصل على أوسمة وتكريمات عديدة، ولعل أبرزها حصوله على وسام من دولة لبنان، وذلك وقت احتفالهم بليلة القدر نظير جهوده في خدمة القرآن والتلاوة، وأيضا تم تعيين الشيخ محمد محمود الطبلاوي نقيبا لقراء القرآن في مصر، لكن رحلة العطاء انتهت بعد 86 عاما، إذ رحل عن عالمنا الشيخ محمد محمود الطبلاوي في يوم 5 مايو من عام 2020.
وتقديرا لجهوده وبعد وفاته أطلق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اسم الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوي، على معهد مدينة تلا الأزهري بمحافظة المنوفية.