الطبلاوي .. «سلطان التلاوة» الذي رحل اليوم بعد رحلة عطاء أكثر من 60 عاما
بعد رحلة عطاء تزيد عن 60 عاما مع التلاوة، توفي الشيخ محمد محمود الطبلاوي اليوم 5 مايو 2020، والذي تقلد عدة مناصب منها نقيب قراء القرآن الكريم والمستشار الديني بوزارة الأوقاف المصرية، وكان عضو بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ولجنة القرآن.
وأعلنت أسرة الطبلاوي وفاة الشيخ الجليل في وقت الإفطار أثناء صيام شهر رمضان بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز الـ 86 عاما، وأن الجنازة ستقام غداً الأربعاء، وسيدفن فى مدافن العائلة بالبساتين بالقاهرة.
وسخر الشيخ الطبلاوي حياته للقرآن الكريم فحفظه في عمر العاشرة، ليسير بعد ذلك في درب علم القراءات والتجويد، متخذاً من تلاوة الشيخ محمد رفعت والشيخ علي محمود نبراسا له، رافضا تعلم فن المقامات الموسيقية، محتفظاً بفطرته كما أراد لصوته دوما.
لا ينسى الشيخ الطبلاوي الذي كان يتقلد منصب نقيب قراء القرآن الكريم، إصرار والده في أن يلتحق بالكتاب وهو في سن الرابعة ليكون من حفظة كتاب الله، حيث جاءت البشرى من جده لوالدته حين كان جنينا وأخبرهم بأنه سيكون من حفظة القرآن الكريم، فتمسك والده بهذه الرؤية، وامتد هذا الإصرار للابن نفسه، حفظ القرآن وعمره 9 سنوات، ويروى الشيخ الطبلاوى أن أول أجر له كان 5 قروش من عمدة قريته وكان عمره وقتها 11 عامًا، وذاع صيته من وقتها حتى أصبح ينافس كبار القراء فى عصره، وتقدم للإذاعة المصرية 10 مرات حتى تم قبوله كقارئ معتمد عام 1970 ونجح في تسجيل القرآن الكريم كاملا بالتجويد والتلاوة.
ولد الشيخ الجليل في 14 نوفمبر عام 1934 في ميت عقبة بمحافظة الجيزة، لكن أصوله تمتد لمحافظتي الشرقية والمنوفية، وسافر الشيخ محمد محمود الطبلاوى، إلى عدد كبير من دول العالم، سواء بدعوات خاصة أو مبعوثا من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، ومحكماً لكثير من المسابقات الدولية لحفظة القرآن من كل دول العالم، وحصل على وسام من لبنان في الاحتفال بليلة القدر تقديراً لجهوده في خدمة القرآن الكريم.
وكانت قد انتشرت شائعة وفاة الطبلاوي في 5 مارس الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي جعلته يخرج لينفي كل ما تردد، وقال وقتها: «نستكين إلى الله ولا نقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل»، قبل أن يتوفى اليوم بعد شهرين فقط من الشائعة الأخيرة.