الشيخ محمود على البنا .. سفير دولة التلاوة الذى ناضل من أجل إقامة نقابة للقراء
ترك للإذاعة ثروة ضخمة من التسجيلات، ومعها المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات.. هكذا كان الإرث الذى تركه الشيخ الكبير محمود على البنا بعد مسيرة ورحلة طويلة من العطاء.
والشيخ البنا من مواليد 17 ديسمبر من العام 1926 بينما رحل عن عالمنا فى يوم 20 يوليو من العام 1985.
بدأت مسيرة البنا فى قرية شبرا باص فى مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، وكما حدث مع غيره من كبار القراء والمشايخ، ألحقته أسرته بكُتاب القرية ليتم حفظ القرآن الكريم، وهو ما تحقق بالفعل على يد الشيخ موسى المنطاش.
فى سن العاشرة شاء القدر أن تنتقل الأسرة إلى مدينة طنطا، وهناك التحق البنا بالجامع الأحمدي ليدرس العلوم الشرعية، وبحلول منتصف الأربعينيات شاء القدر أن يعرف معنى الترحال مرة أخري، فانتقل مع الأسرة هذه المرة إلى القاهرة، وبدأ فى دراسة علوم المقامات.
كان البنا حاضرا فى أغلب احتفالات جمعية الشبان المسلمين، وفى أحد الأيام استمع إليه علي ماهر باشا وطلب منه أن يتقدم لاختبارات الإذاعة المصرية، وهو ما تحقق فى عام 1948، حيث سجل أول قراءة له، وأذيعت على الهواء مباشرة، وبعد شهور قليلة من هذا اليوم بات البنا من أعلام دولة القراءة والتلاوة فى مصر.
وقد عاش الشيخ الجليل يناضل من أجل إقامة نقابة للقراء، ومع تحقيق الحلم، تم اختياره فى عام 1984 نائبا للنقيب.
ورحل الشيخ البنا فى 1985، ودُفن في ضريحه الملحق بمسجده بقريته شبرا باص، فيما كرم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك اسمه ومنحه سام العلوم والفنون فى عام 1990.