«علو في الحياة وفي الممات .. لحقٌّ أنت إحدى المعجزات» .. بهذا البيت الذي يٌعد أحد أشهر أبيات النعي في تاريخ الشعر العربي، يمكن وصف طبيب الغلابة محمد مشالي والذي توفي صباح اليوم الثامن والعشرين من يوليو الجاري، عن عمر يناهز 76 عاماً، بعد تاريخ طويل من العطاء المجاني، للفقراء الذين طالما اعتبر نفسه واحد منهم. 

ردود الأفعال حول وفاة طبيب الغلابة

وقد أثارت وفاة مشالي المفاجئة ردود أفعال واسعة، حتى إن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد نعاه على حسابه الرسمي على موقع تويتر، وعلق قائلاً : «الدكتور محمد مشالي .. من جمهورية مصر الحبيبة .. صانع أمل من نوع مختلف  .. 50 عاماً من حياته لأجل علاج الفقراء، نموذج للأطباء .. وقدوة للعظماء .. رحمه الله .. وأسكنه الفردوس الأعلى من جنته في مقعد صدق عند مليك مقتدر».

العالم الكبير هاني عازر ينعي رحيل محمد مشالي

ولذلك فقد تواصل خبر أبيض مع العالم الكبير، هاني عازر والذي تم تكريمه من قِبل المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، وذلك لدوره في إنشاء شبكة القطارات في ألمانيا، وقال في تصريح خاص : لم تجمعني علاقة مباشرة بالراحل الدكتور محمد مشالي، ولكني فخور به شأني كشأن كل المصريين، فهو عالم كبير، ورمز عظيم، وأعتبر إني «مجيش جنبه حاجة»، لأنه وهب حياته كلها للفقراء. 

واستكمل : الراحل محمد مشالي يستحق أن نفخر جميعاً به، فهو طبيب آثر أن تكون حياته كلها مُسخرة للفقراء، وأعلم أن هناك الكثيرين مثله، من العلماء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الإنسان. 

مسيرة حافلة ورحيل مفاجئ

وولد مشالي في محافظة البحيرة عام 1944 لأب يعمل مدرساً، وتخرج في كلية الطب قصر العيني في القاهرة عام 1967، حيث تخصص في أمراض الباطنة و الأطفال والحميات، وبعدها عمل في العديد من المراكز والوحدات الطبية بالأرياف التابعة لوزارة الصحة المصرية في عدة محافظات، ولكي يحقق حلم والده، افتتح عام 1975عيادته الخاصة بمدينة طنطا.

وظل لسنوات طويلة قيمة كشفه الطبي في عيادته لا تزيد عن 5 جنيهات، وحين قرر رفع قيمة الكشف وصل إلى 10 جنيهات، وكثيراً ما كان يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل وكان يشتري العلاج لغير القادرين على نفقته الخاصة، وتم تكريمه مؤخراً بإطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة طنطا بناءً على طلب أبناء المحافظة.