من هو بهجت قمر الذي لم يكرمه أحد ؟
الكاتب والسيناريست بهجت قمر هو علامة مضيئة، ومحطة هامة في تاريخ الفن مصري، حيث عمل ككاتب ومنتج وممثل، وقام بتأليف العديد من الأعمال الهامة السينما والمسرح والتلفزيون، كما شارك أيضاً بالتمثيل أو الإنتاج ببعض أعماله، وورّث الموهبة الصادقة لابنه الكاتب والشاعر أيمن بهجت قمر والذي يعد من أهم كتاب وشعراء الوقت الحالي.
عمل بهجت قمر مع عمالقة الفن عمل وعاصر أعظم من أنجبت مصر في مجال التمثيل، قدم العديد من الأعمال الشهيرة والتي تركت بصمة واضحة سواء في السينما أو المسرح أو التليفزيون لكبار الفنانين، مثل فؤاد المهندس، شويكار، شريهان، أحمد زكي، شادية، هدى سلطان، زبيدة ثروت، مديحة كامل، نادية الجندي، محمد صبحي، وبوسي وغيرهم الكثيرين.
شهدت على إبداعات قمر المتعددة شقته الخاصة بالدقي والتي مازال يحتفظ بها نجله الشاعر أيمن بهجت قمر ويسكن بها ولم يفكر يوماً أن يفرط فيها، فهو يعتبرها تراثاً ثميناً لما شهدته من إبداعات وزيارات لكبار الفنانين، فكان يزور والده فيها صلاح جاهين، فؤاد المهندس، فريد شوقي، سعاد حسني، والعديد من العمالقة.
تجول من الحين للآخر بخاطر ابنه أيمن بهجت قمر طرح كتاباً بعنوان «شقة الدقي» والذي سيتضمن ذكريات والده بهذه الشقة والمقابلات والاجتماعات العريقة القيمة وما شهدته هذه الشقة من عراقة الفن والفنانين.
ويظهر اعتزاز أيمن بهجت قمر بهذه الشقة من خلال حديثه المستمر عنها ومقولته الدائمة للملحن عمرو مصطفى : «أتعلم من جلس هنا بهذه الشقة! زارنا فيها العمالقة، كان يأتي صلاح جاهين وسعاد حسني وفؤاد المهندس، هنا جلس الملك فريد شوقي وهدى سلطان وأحمد زكي».
ظل الكاتب الكبير المتعدد المواهب بهجت قمر حاضراً بأعماله الخالدة التي لا تنسى فقد قدم إرثاً لا تمحوه السنوات من خلال هذه الأعمال ومنها على سبيل المثال لا الحصر : فيلم سفاح النساء، البحث عن المتاعب، الراقصة والطبال، عندما يبكي الرجال، وغيرهم كما قدم مسرحيات: عشان خاطر عيونك، شارع محمد علي، وريا وسكينة، وغيرها العديد من الأعمال الهامة في تاريخ الفن المصري.
ورغم كل هذه النجاحات، لم ينَل بهجت قمر ما يستحق من التكريم، وإن كان قد نال حب واحترام الجمهور على مدار السنين، ولكن ألم يأتي أوان تكريم الراحل العظيم ؟.