رحلة ماري منيب .. بدأت مشوارها مطربة واقتبست شخصية الحماة من والدتها
فى 11 فبراير من العام 1905، وُلدت ماري سليم حبيب، والتى سيعرفها الجمهور باسمها الفني ماري منيب.
انطلاقة من بيروت
ولدت ماري فى بيروت، لأب يعمل بالصرافة، وله اسم كبير، وهو ما جعله يوفر لزوجته وابنتيه ماري وأليس حياة سعيدة، غير أن انشغاله بالسهر تسبب فى مشاكل كثيرة، حتى تراكمت عليه الديون، وهو ما جعله يقرر السفر إلى مصر بحثا عن فرصة عمل مناسبة.
وصل الأب إلى الإسكندرية، وقضى فيها نحو أسبوعين انشغل فيها بلعب الورق، والسهر، غير أنه انتقل بعد ذلك إلى القاهرة، وبدأ رحلته العملية.
القاهرة بيروت رايح جاي
بمرور الوقت قررت والدة ماري أن تسافر إلى زوجها فى القاهرة، وللمفارقة كان والد ماري قد اتخذ قراره فى نفس اليوم بالعودة إلى بيروت، غير أنه تعرض لالتهاب رئوي فى طريق العودة تسبب فى وفاته مع وصوله إلى لبنان.
وقتها اتخذت الأم قرارا بالبقاء فى مصر، واختارت شقة فى حي شبرا لتقيم فيها، وقالت ماري فى مذكراتها عن تلك الفترة: كنت طالبة فى مدرسة الراهبات بشبرا وكنت أذهب وأعود إلى البيت سيرا على الأقدام رغم بعد المدرسة عن البيت لأوفر القرش صاغ الذى أدفعه فى الترام، وكانت أمي تجيد الخياطة وعمل الأركيت فكانت تصنع أقفاص العصافير، وباعت أول قفص لبيت صيدناوي.
أول خطوبة
وتابعت: اتخطبت وأنا عندي 14 سنة من ابن الجيران لكن العريس شافني واقفة فى البلكونة زعل وفسخ الخطبة، وفى يوم جاء إلى أمي عم جبران ناعوم وقال لأمي بنتك دمها خفيف، لماذا لا تشغليها ممثلة وانتم حالتكم المادية زفت؟ وعلشان يقنعها حجز لنا لوج فى مسرح الريحاني، وروحنا بس الريحاني رفضني أنا وأختي لأننا معصعصين، بعدها خالي عرف فخدنا نعيش معاه، لأنه قال عيب نشتغل ممثلات، وبعد 3 أيام بدأ يمنع المصروف عن أمي فباعت الدولاب في اليوم الرابع علشان نلاقى ناكل، وبعدها قررت تعزل من عنده ونروح ندور على مكان تاني نعيش فيه.
بمرور الأيام ومع حالة الفقر الشديد الذى عاشته ماري وشقيقتها، اضطرت الأم إلى الموافقة على عمل ماري بالتمثيل، وكانت المفاجأة أنها بدأت مسيرتها فى فرقة على الكسار بالغناء، قبل أن يكتشف الأخير فيها موهبة التمثيل ويقرر أن يسند إليها أدوارا صغيرة.
وفى أحد الأيام وبينما يبحث نجيب الريحاني عن فتاة تقدم دور خادمة سليطة اللسان، اقترح عليه بديع خيري أن يسند الدور إلى الممثلة الشابة ماري منيب، والتى تألقت فيه ووضعت بصمتها الخاصة لتنطلق من تلك اللحظة إلى عالم الشهرة والنجومية، خصوصا مع براعتها فى تجسيد شخصية الحماة، التى أكدت فى حوار سابق أنها اقتبستها من والدتها التى كانت تعامل زوجها فوزي منيب بمنتهى الجفاء، كونها لم تكن موافقة من الأساس على الزواج.
