ذكرى محمود السعدني .. سُجن في عهد عبدالناصر والسادات بسبب أرائه واتخذه مبارك صديقًا له
تحل اليوم ذكرى وفاة الولد الشقي ورائد الأدب الساخر محمود السعدني، الذي واجه الرئيس عبدالناصر والسادات، ومازح مبارك، حيث ولد يوم 20 نوفمبر من عام 1927، وتوفي في مثل يومنا هذا، 4 مايو من عام 2010، بعد أن أثرى المكتبة المصرية والعربية بأعماله.
مؤلفات الولد الشقي
لا تزال مؤلفات محمود السعدني واحدة من أكثر الكتب التي تلقى عليها إقبالًا من قبل القراء، ومن أبرزها المضحكون، الظرفاء، مصر من تاني، وعدد آخر.
حكايته مع الصحافة
كان عمنا محمود السعدني صحفيًا قلمه حاضرًا بقوة خلال القرن الـ 20، إذ كانت مقالاته الساخرة لاذعة مؤثرة في الشعب ورجال الدولة والساسة، إذ أنه اشتهر بالحس الفكاهي المرح في نقده.
ولم يكن قلم الولد الشقي محمود السعدني مقتصرًا على صحيفة واحدة، بل أنه من رواد الصحافة، حيث تقلد عدد من المناصب في تلك المهنة، حيث عمل في مجلة الكشكول، التي أصدرها مأمون الشناوي، حتى أغلقت، والمصري ودار الهلال، وبعد ثورة 1952 عمل بجريدة الجمهورية، ثم عمل مدير تحرير روز اليوسف، كما شارك في تحرير وتأسيس عدد من الصحف وفي مصر وخارجها.
محمود السعدني مع عبدالناصر
خلال مسيرته لم يعط محمود السعدني اعتبارًا للمناصب، وترك لقلمه العنان في النقد، وهو ما جعله عرضة للانتقادات والاعتقالات، خلال عهد الرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس السادات.
ففي عهد الرئيس جمال عبدالناصر، طلب منه توصيل رسالة لم يكن يعرف محتواها، فسلمها لـ أنور السادات دون أن يعلم محتواها، وحملت الرسالة تهديد للرئيس عبدالناصر، ومن ثم أُلقي القبض عليه وسجن نحو عامين، وأفرج عنه بعدها، ليعود للعمل في روز اليوسف، ثم يتولى رئاسة تحرير مجلة صباح الخير.
محمود السعدني مع السادات
أما الاعتقال الثاني في عهد الرئيس السادات، فكان بسبب إدراج اسمه ضمن محرضي التيار الناصري على السلطة، فقبض عليه وتمت محاكمته أمام محكمة الثورة، وحاول الرئيس الليبي معمر القذافي، التدخل للإفراج عنه لكن السادات رفض، ليخرج بعد عامين ويُمنع من الكتابة في الصحف المصرية.
محمود السعدني وحسني مبارك
في عهد الرئيس حسني مبارك كان الوضع مختلفًا، إذ أكن الاثنان الاحترام لبعضهما البعض، وكان اللقاء الأول بينهما أكثر مرحًا، حيث قال محمود السعدني : سيادة الرئيس .. سيادتك أول رئيس يصغرني في العمر، ليرد عليه مبارك : هذا أمر جيد يا محمود، على الأقل أجد سببا أحترمك من أجله، لتتوالى اللقاءات والمزاح بينهم.