محمد عمران .. صوت الفجر وصاحب المقامات الجديدة
قصدت باب الرجا والناس قد رقدوا.. جميل العفو منك هو الضياء وذكرك يا إلهي هو الشفاء وزادي في الحياة هو الرضاء.. يا عين جودي بالدموع وودعي شهر الصيام، المستمع الجيد والمحب للابتهالات سيدرك جيدا أن ما سبق من كلمات ليس ابتهال واحد أو أنشودة واحدة، بل 3 ابتهالات مختلفة، وسيحضر إلى ذهنه أيضا صوت صاحبها المبتهل والقارئ الشيخ محمد عمران.
سبب عدم شهرته
ورغم كون الشيخ محمد عمران آخر عباقرة دولة التلاوة وواحد من عظماء مصر في الإنشاد والترتيل إلا أنه لم يحصل على شهرة كافية مثل غيره من مقرئي القرآن أو المبتهلين، حيث تدهورت علاقته بالإعلام والصحافة، ومن ناحيته لم يسع للشهرة.
لكن مغرمي الابتهالات والأصوات المصرية ميزوا صوته العذب، وأدركوا عظمة الشيخ الذي استطاع أن يجمع بين تلاوة القرآن والإنشاد الديني، حيث ألم بأحكام التلاوة وفهم المقامات الموسيقية واستطاع أن يوظفهم معًا.
كيف كانت حياة الشيخ محمد عمران؟
في محافظة سوهاج كانت بداية الشيخ محمد عمران، حتى سن العاشرة، وهي الفترة التي أتم فيها حفظ القرآن، لينتقل بعدها إلى القاهرة، ومن ثم التحق بمعهد المكفوفين للموسيقى، وبدأ في تلقي دروس الإنشاد والموشحات الدينية على يد كبار الشيوخ، مثل الشيخ سيد موسى، لتكون هذه بداية رحلته في عالم التلاوة.
وبعد أن شب أطلق الرحال ليعمل قارئا في مسجد شركة حلوان للمسبوكات، وبعد فترة وجيزة وفي مطلع السبعينيات من القرن الماضي بدأت رحلة الشيخ محمد عمران الحقيقية في التلاوة والإنشاد، إذ اعتمدته الإذاعة المصرية مؤديًا ومبتهلًا للموشحات الدينية، وكانت بدايته مع ألحان الموسيقار حلمي أمين ثم شاركه بصوته في ألحان برامج دينية، ليبهر صوته أعلام الفن مثل سيد مكاوي ومحمد عبدالوهاب، ومن ثم بدأوا بالتعاون معًا، وسجلوا العديد من الابتهالات، ونظرا لتميز الشيخ محمد عمران في الإنشاد والتلاوة في آن واحد، فقد استطاع أن يتفرد في الاثنين، ويدخل مقامات جديدة على التلاوة، وهو ما كان حدثًا جللًا على المدرسة المصرية في التلاوة.
ومع خروج صوته عبر أثير الإذاعة ذاع صيته، وشارك في إحياء المناسبات الدينية المذاعة وغير المذاعة، كما شارك أيضا في إحياء أمسيات بدار الأوبرا، وبعدها تعاقدت معه إحدى الشركات لتسجيل القرآن الكريم بصوته.
وانتشر صوت الشيخ محمد عمران على الصعيد العربي وحرصت الإذاعات العربية في السعودية والبحرين وعمان على تسجيل القرآن والابتهالات بصوته، لكن يشاء القدر أن يرحل الشيخ عن عالمنا بعد رحلة لم تتجاوز الـ 50 عامًا.