اصحى يا نايم .. محمد فوزي مسحراتى النجوم الذى اعتمدته الإذاعة
اعتاد المصريون في رمضان دائمًا على كلمات اصحى يا نايم وحد الدايم، التي يقولها المسحراتية وهم يطرقون على طبلتهم بهيئتهم الشعبية البسيطة، لكن الفنان والملحن المصري الأصيل محمد فوزي ابن محافظة الغربية كان له رأي آخر.
المسحراتي على طريقة محمد فوزي
من المعروف لدى الغالبية أن اسم محمد فوزي دائمًا ما يرتبط في أذهان المصريين بأغنيات زمن الفن الجميل، والذي صنع تاريخها بالفعل، منذ سن صغيرة، وذهابه مع صديق والده الفنان محمد الجريتلي للغناء في الموالد والأفراح القروية، ورغم دراسته للموسيقى واتصاله بعالم الفن، إلا أنه دائمًا يميل إلى التجديد والحداثة في حياته وفنه.
ومن هنا برزت أمامه فكرة المسحراتي، فمع نجاحه في تكوين علاقات وصداقات فنية بارزة ذاع صيت محمد فوزي كفنان وملحن، وأصبح واحدًا من أوائل المؤثرين في الفن المصري والعربي بشكل عام، واستطاع أن يلحن جميع أعماله بنفسه.
المسحراتي الشيك
لكن 1955 كان عام تجديد مختلف في حياته، فبعد أن كشفت الصحافة عنه كمسحراتي لأصدقائه، انطلق صوته مجلجلًا عبر أثير الإذاعة المصرية، ليكون أول مسحراتي بالإذاعة المصرية، ونظرًا لأن محمد فوزي محب للاختلاف، فقد كان مسحراتي من نوع مختلف، حيث لم يكن مسحراتي للشعب، بل للنجوم وأهل الفن، يتجول تحت منازلهم بهيئته الشيك، مناديًا في كل ليلة على فنان صديق له، مثل عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وسعاد حسني وهند رستم، بكلمات تحمل اسمه، من أشعار بيرم التونسي، ومن ثم أطلقوا عليه مسحراتي شارع النجوم، وكان يبدأ كلماته دائمًا : يا عباد الله وحدوا الله.. أدى وقت الاستغفار والطلب من الله.
ومع تشوقه الدائم للتجديد والنهوض بالأغنية العربية، وابتكار فكرة المسحراتي، برزت أمامه بعد ذلك فكرة ابتكار الأغاني التي تناسب المسحراتي وشهر رمضان بشكل عام، لتكون أغنية أهلا رمضان من أبرز وأنجح الأغاني عن الشهر الفضيل حتى يومنا هذا.
ورحل محمد فوزي صاحب الحداثة الفنية عام 1958، بعدما ترك رصيد غنائي يقرب من 400 أغنية، ليبقى أثره حاضرًا حتي الآن، خصوصا وأنه كان مجدد وبارع فى تقديم الألوان المختلفة، ويحسب له أنه أول من قدم فنون جديدة فى مصر مثل الأكابيلا.