ذكري ميلاد عبدالفتاح القصري .. ترك مدرسة الفرير ليعمل بتجارة الذهب وأصيب بالعمى على المسرح

تحل اليوم ذكرى ميلاد الكوميديان الشهير عبدالفتاح القصري، حيث ولد في 15 أبريل 1897، وقدم خلال مشواره تاريخ حافل بالأعمال الكوميدية المميزة والتي صنعت نجوميته وشهرته الكبيرة.
حياة عبدالفتاح القصري
وُلد عبدالفتاح القصري لأسرة أرستقراطية عريقة، حيث كان والده وجده يعملان في تجارة الذهب، ورغم أنه درس بمدرسة الفرير الفرنسية، إلا أنه رفض استكمال الدراسة حتى يعمل مع أسرته فى التجارة.
وفي أحد الأيام أثناء ذهابه مع والديه ليتقدم لمدرسة الفرير رفضت إدارة المدرسة قبوله في البداية بسبب ملابسه الشعبية، حيث كان يرفض ارتداء أي شيء غير الجلباب تيمناً بـ جده، ولكن بعد محاولات وافقت الإدارة أن تقبله وبعد فترة وجيزة أرسلت الإدارة لوالده لتخبره بأحد المواقف وهو أن أحد المدرسين حين سأله : نفسك تطلع إيه لما تكبر؟ أجابه: نفسي أفتح قهوة.
من فرط حبه بالتمثيل التحق القصري بفرقة عبد الرحمن رشدي ثم فرقة نجيب الريحاني ثم بفرقة إسماعيل ياسين، وكان عمله بالتمثيل ضد رغبة أبيه، الذي هدده بالحرمان من الميراث إذا لم يرجع عن تلك الهواية، فما كان منه إلا أن استمر في طريقه مضحيا بنصيبه من تركة أبيه.
أُصيب بالعمي
كانت نهاية عبدالفتاح القصري مأساوية للغاية، ففي أحد الأيام وأثناء تقديمه لإحدى المسرحيات أمام إسماعيل ياسمين، صرخ القصري على خشبة المسرح : أنا مش شايف حاجة، نظري راح، وذلك حينما أظلمت الدنيا فجأة أمامه ولم يعلم الجمهور أن صراخه حقيقياً فزادت الضحكات والتصفيق، ونُقل للمستشفى ليكتشف أنه فقد بصره.
ومنذ تلك اللحظة لم تظلم عيني القصري فقط بل حياته بأكملها، حيث أجبرته زوجته على تطليقها وتزوجت من ابنه بالتبني الذي كان يرعاه لمدة 15 عاماً بل وأجبراه على التوقيع على عقد الزواج، وتم حبسه في بدروم منزله ومنع من كل أشكال الحياة حتى رآه صدفة أحد الصحفيين يتسول سيجارة من المارة من أحد نوافذ البدروم، لتتدخل ماري منيب ونجوى سالم لإنقاذه، قبل أن يرحل عن عالمنا فى 8 مارس عام 1964، بعد حياة مليئة بالتناقضات.