رحلة تحية كاريوكا .. تعرضت للتعذيب والخطف على يد أشقائها وأول دور لها كان عسكري
فى 19 فبراير من عام 1915، ولدت بدوية محمد، التى سنعرفها لاحقا باسم تحية كاريوكا.
كنت نحيفة بشكل مبالغ فيه
وقد كشفت تحية فى مقال نشرته فى مجلة الكواكب تفاصيل وأسرار حياتها قبل الشهرة، وقالت: من ذكرياتي المنطبعة فى مخيلتي قول أمي إنني كنت نحيفة القوام بشكل مبالغ فيه، حتى أنها كنت تخشى على حياتي من هبات النسيم، واقترح عليها أقاربها أن تزيد لي من كمية الطعام، ولكني لم أكن شرهة للطعام، فاضطرت أمي إلى أن تأخذني الى أحد الأطباء الذى نصحها بأن أسافر لتغيير الجو، وفعلت ولكني بقيت على نحافتي.
طفولة بائسة
وتابعت كاريوكا عن طفولتها : كان أبى رجل مزواج، فقد تزوج سبع زوجات وجئت أنا من الأم السابعة، جئت لأشهد 16 أخا وأختا من أمهات مختلفة، وكان والدي من العرب، راقت له الحياة فى الإسماعيلية حيث كان يمتلك أسطولا صغيرا من المراكب الشراعية لتعود عليه بما يمكنه الانفاق على جيش من الأولاد، فى سعة ويسر.
كذلك كشفت تحية عن العذاب الذى عاشته بعد رحيل والدها، وقالت : أيام طفولتي وأيام صباي كانت أيام بؤس وشقاء، فهل يصدق أحد أنني سُجنت فى منزلنا فى الإسماعيلية سنة كاملة، لقد سُجنت فى حجرة سجنا انفراديا والقيود تكبل قدمي ويدي، وقد حلق لي إخوتي شعر رأسي حتى لا أجرؤ على الهرب، فكيف أهرب وأنا قرعة ؟، وكل ذلك لأن أمي طالبت بحقي أنا وهي فى ميراث أبي.
ليلة الهروب
أمام هذا العذاب قررت تحية أن تنتحر أو تهرب، فاختارت الحل الأخير، وهربت من الإسماعيلية دون أي نقود، حتى أن ركاب القطار الذى غادرت فيه، قاموا بجمع ثمن التذكرة لها.
وحين نزلت تحية إلى القاهرة، طلبت من الراقصة سعاد محاسن أن تتيح لها فرصة للعمل فى فرقتها، ولأن شعرها كان قصير وقتها نتيجة قص أخواتها لشعرها، منحتها محاسن دور عسكري.
وبعد فترة من العمل مع محاسن انتقلت تحية إلى كازينو بديعة، التى قررت أن تمنحها كل الدعم، وطلبت من إيزاك ديكسون أشهر مصمم رقصات وقتها أن يصمم لها رقصة خاصة، فصمم لها رقصة الكاريوكا التى اشتهرت بها، وبدأت من خلالها تعرف الطريق إلى النجومية والشهرة.
