ذكرى اغتيال فرج فودة .. عادل إمام تنبأ بقتله وتبرع له بدمه
تحل اليوم 8 يونيو، ذكرى اغتيال المفكر فرج فودة، الذي رحل عن عالمنا منذ 32 عامًا، بعد مناظرة معرض الكتاب عام 1992، بين التيار الإسلامي والتيار العلماني، ليترك عادل إمام مصدومًا ويحقق نبوءته.
حياة فرج فودة وفكره
ولد فرج فودة في الزرقا بمحافظة الدقهلية، وحصل على دكتوراة في الفلسفة من جامعة عين شمس عام 1981، ثم عين معيدًا بها، خلال سن مبكرة كان عضوًا في حزب الوفد، ولكن أعلن استقالته عنهم، إثر تحالفهم مع جماعة الإخوان المسلمين عام 1984.
كتب فرج فودة
حيث اعتبر ذلك تخلي عن مبادئه الأساسية التي تدعو لقيام دولة إسلامية علمانية، والتي في سبيلها أصدر العديد من الكتب التي تدعو لنشر مفهوم ومبادئ الفكر العلماني، ومن أهم هذه الكتب : الحقيقة الغائبة، قبل السقوط، الإرهاب، حوار حول العلمانية، الملعوب.
مناظرة فرج فودة
خلال حياته شارك فرج فودة في العديد من الندوات والمناظرات، لكن أشهرها وآخرها مناظرة 1992، التي أقيمت في إطار فعاليات معرض الكتاب، وحملت عنوان مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية، والتي مات غدرًا بسببها.
كانت المناظرة بين زعماء التيار الإسلامي بقيادة محمد الغزالي، محمد مأمون الهضيبي، محمد عمارة، وكبار التيار العلماني بقيادة محمد أحمد خلف الله، فرج فودة، وجاء النقاش حول إنشاء مصر سياسيًا كدولة دينية أم مدنية؟
نبوءة عادل إمام
حضر المناظرة في معرض الكتاب عدد كبير من المشاهير، سواء زعماء إسلام سياسي أو رجال دين أو ممثلين فن وصحافة، وكان من بينهم الفنان محمود مرسي، والذي تميز هو الآخر بأدواره الباعثة على التفكير، وخلال المناظرة هتف لأصدقائه أن فرج فودة سوف يقتل ولن يتركه رجال الجماعات الإرهابية، وتوقع أن يحدث ذلك في المعرض، لكن نبوءته تحققت في جزئها الأول وتم اغتياله بعد أيام. ونفس الحال للزعيم عادل إمام الذي قال بعدما عرف بخبر ماحدث في الندوة : مش هسيبوه.
حيث حرض المتطرفون عليه شابين اسمهما أشرف سعيد إبراهيم وعبدالشافي أحمد رمضان، لاغتياله بعد أيام قليلة من المناظرة وقبل عيد الأضحى بأيام.
عادل إمام مع فرج فودة
هزّ خبر اغتيال فرج فودة مصر بأكملها، تحديدًا عادل إمام، الذي كان صديقه الأقرب في الوسط الفني، وواجها معًا الأفكار المتطرفة من خلال الفن، والذي شاركه فرج فودة أحد أفلامه، ودعم مرة أخرى مسرحيته التي أوقفها الإخوان، وساهم في محاربة التطرف.
لذا كان عادل إمام أول الحضور في المستشفى مع فرج فودة، وأول من تبرع له بدمه، في محاولة لإنقاذه من الموت، لكن يشاء القدر أن يبلغه الدكتور المسؤول عن حالته بعد ساعات قليلة بوفاة صديقه وداعمه فرج فودة، ليبكي الزعيم دون خشية من أحد.