الزعيم وطيور الظلام .. تحدى الإرهاب قبل الجميع وقدم الإرهابي انتقامًا لـ فرج فودة
قدم الزعيم عادل إمام، عدة أعمال سينمائية مهمة، ورغم سيطرة الكوميديا على أعماله إلا أنه كان من النجوم القلائل الذين أعلنوا تحديهم للإرهاب، وسبق الجميع في مساندة المجتمع في محاربة الإرهاب سواء بمواقفه الشجاعة أو بتقديم أفلام تفضح مخططاتهم.
ويعد فيلم الإرهابي أهم أعماله، والذي قدمه عام 1994، انتقامًا للكاتب والمفكر فرج فودة الذي اغتالته الجماعات المتطرفة عام 1992، وقدم الفنان محمد الدفراوي شخصيته في الفيلم من خلال دور فؤاد مسعود، وتلقى الزعيم تهديدات بالقتل وهجوم شديد بعد عرض الفيلم الذي أخرجه نادر جلال.
وسبق هذا العمل مواقف بطولية له في أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وتحديدا فى عام 1988، وبينما كان الإرهاب يضرب ضرباته الخسيسة، التى أسالت الدماء الذكية على الأرصفة وفى الشوارع، قرر عادل إمام أيضا أن يتحدى الخوف الذى سيطر على الكثيرين، وأعلن أنه سيقوم بعرض مسرحية الواد سيد الشغال فى أسيوط التى كانت تعانى وقتها من تبعات الإرهاب.
ففى تلك الأثناء كانت قد انتشرت أخبار تؤكد أن فرقة من هواة المسرح دشنها مجموعة من الشباب في قرية كودية الإسلام، بأسيوط، تواجه أزمات كبرى بعد أن مُنعت من عرض المسرحيات التى تقدمها، بسبب اعتراض بعض الجماعات المتطرفة، والتى هددت الفريق بالسنج والآلات الحادة.
وبمرور الأيام وأمام سعى الفريق إلى عرض المسرحيات، استخدمت الجماعات المتطرفة القوة ونفذت تهديدها ما تسبب فى سقوط شهيدين وإصابة بعض أعضاء الفرقة، لتتعالى الأصوات وقتها مطالبة الدولة بالتدخل لحل تلك الأزمة، التى أصبحت الشغل الشاغل للرأى العام فى مصر.
وقتها خرج الزعيم ليعلن عن زيارته وفرقته إلى أسيوط، غير أنه تلقى الكثير من التحذيرات من المقربين وغيرهم، ممن أكدوا له أنه بذلك يلقي بنفسه وفريق عمل المسرحية فى مخاطر لا حصر ولا داعي لها، لكنه تغاضى عن كل ذلك، مشددا على أنه سيعرض الواد سيد الشغال لأهالي محافظة أسيوط لمدة يومين وبالمجان، وهو ما حدث بالفعل.