آمال فهمي .. ملكة الكلام والفوازير وأشهر إذاعية فى الوطن العربي
منذ عقود طويلة اعتادت الأسر المصرية على طقوس خاصة في شهر رمضان المبارك، ومن أبرزها صوت الأذان المحبب الذي اعتدنا عليه بصوت الشيخ محمد رفعت، ومن بعده نسمع كلمات بنبرة ساحرة من صاحبتها آمال فهمي تقول : فوازير رمضان.
من هي آمال فهمي؟
هي أشهر إذاعية على مستوى الوطن العربي، ولدت عام 1926، وحصلت على ليسانس آداب قسم اللغة العربية من جامعة القاهرة، وهي أول سيدة تتولى رئاسة إذاعة الشرق الأوسط، وأيضا الإذاعية الوحيدة الحائزة على جائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة، بعد تحويلها تحقيقاتها الصحفية إلى إذاعية، كما أن بصمتها في الإذاعة المصرية ببرنامج على الناصية لا تزال حاضرة حتى يومنا هذا.
وبرنامج على الناصية هو برنامج فوازير، بدأت فكرته منذ عام 1955، واستمرت حتى 60 عامًا، البداية حينما قدمت الفوازير لأول مرة، وكانت فكرة البرنامج مرحة ممتعة، إذ اعتمدت على الاستعانة بالمشاهير وقراءة صفحة من كتاب ومطالبة الجماهير بمعرفة صاحب الصوت، أما كتابة الفوازير فكانت من اختصاص عظماء عصرها، منهم بيرم التونسي، مفيد فوزي، صلاح چاهين، وكانت الحلقة الأولى للبرنامج مع أم كلثوم، قرأت خلالها صفحة من كتاب الأيام لـ طه حسين.
مناصب تولتها
وإلى جانب العمل الإذاعي، كان لـ آمال فهمي أدوار كبيرة أخرى، حيث عملت بالتدريس في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، وفي معهد الإذاعة والتليفزيون، كما كانت عضوًا في جمعية رعاية مرضى شلل الأطفال، بالإضافة إلى سكرتير الحزب النسائي الوطني لعام 1947، وتولت كذلك منصب وكيل وزارة الإعلام، ومستشار وزير الإعلام، ومستشار الإذاعة في فترة الثمانينيات من القرن الماضي.
كانت آمال فهمي إذاعية لبقة بكل معاني الكلمة، وهو ما جعلها تحصل على لقب ملكة الكلام، أما الجمهور فلم يكتف بذلك وأطلق عليها اسم ملكة الفوازير.
لكن يشاء القدر أن تكون السنوات الأخيرة في حياة ملكة الكلام والفوازير معاناة، إذ خضعت للعلاج من أمراض الشيخوخة، ودخلت في صراع مع المرض، الذي هزمها، وعلى إثره توفيت عن عمر ناهز الـ 92 عامًا.