محمود خليل الحصري .. المعلم الأول وسفير القراء
برع عدد كبير من القراء في أن يجعلوا من أنفسهم أساس التلاوة والتجويد، ويعد الشيخ محمود خليل الحصري واحد من أمهر المقرئين على المستوى العالمي، وأيضا أبرز مقرئي مدرسة التلاوة المصرية.
إذ أن صوته العذب الصافي لا يزال محفورًا في الآذان، وكان ذلك نتيجة النشأة الدينية القويمة التي تربى عليها منذ الصغر، حيث ألحَقَه والده بالأزهر الشريف في سن مبكرة، ومن ثم استطاع فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري أن يتم ختم القرآن الكريم وهو في عمر الثامنة.
أمهر المقرئين على المستوى العالمي
وبعد أن كبر وشب وذاع صيته، كان صاحب الإسهامات الكبرى في حفظ القرآن الكريم، حيث كان أول من سجّل المصحف المرتل على مستوى العالم بطريقة رواية حفص عن عاصم، وهو ما أبهر العالم وقتذاك، كما أنه رفض أخذ مقابل مالي مقابل تلك التلاوة.
ولم يكتف الشيخ محمود الحصري برواية حفص عن عاصم فحسب، بل إنه في عام 1964 كان أول من سجّل القرآن الكريم برواية ورش عن نافع، وفي عام 1968 سجل القرآن برواية قالون وبعدها بفترة وجيزة سجله برواية الدورى عن أبي عمرو البصري، ومع إقبال الجمهور والمستمعين وتعلقهم بصوت فضيلة الشيخ الحصري، قرر أن يوسع إسهاماته العظمى، وكان أول من سجّل القرآن المعلم، وأول من رتل القرآن بطريقة المصحف المفسر.
وكان عام 1977 مختلفًا في حياة الشيخ محمود الحصري إذ ألقى تلاوة القرآن الكريم في الأمم المتحدة، ومن ثم أصبح أيضا أول من رتل القرآن في الأمم المتحدة، وأذّن لصلاة الظهر بها، مع انبهار العالم بذلك الصوت المتفرد، زادت إسهامات فضيلة الشيخ في العام التالي 1978، حيث رتل القرآن في القصر الملكي في لندن، من قاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز.
بعد ذلك كانت تأتي نجاحاته في توصيل آيات الله للعالم بالولايات المتحدة، ليتلو القرآن بها ويصبح أول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض، وقاعة الكونغرس الأمريكي.
رحيله
خلال حياته كان هدف الشيخ محمود خليل الحصري تسهيل انتشار وحفظ القرآن الكريم، لذا أطلق مبادرات وأنشأ مدارس ومراكز دينية ودعوية في مصر لتكون منبرًا من بعده لحفظ القرآن، وبعد رحلة عطاء وتقوى امتدت طوال حياته، توفي الشيخ محمود خليل الحصري في يوم 24 نوفمبر من عام 1980 بعد صلاة العشاء عن عمر يناهز 55 عامًا.