ولائم وإنارة المساجد ومناظرات الملوك .. كيف احتفل المسلمون قديماً بشهر رمضان ؟
أبدع المسلمون على مدار التاريخ في الترحيب والاحتفال بشهر رمضان، الذي بدأت مظاهر الاحتفال به منذ عصر النبوة، وامتدت حتى يومنا هذا، حتى أصبح الشهر الكريم من أهم المناسبات التي يحرص المسلمون على الاحتفال بها في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فبجانب العادات الدينية المعروفة كانت هناك عادات أخرى اختلفت وتنوعت باختلاف الأقطار والعصور، أبرزها الولائم بعد التلاوة، إنارة وتطييب المساجد، مناظرات الملوك، وتجديد كسوة الكعبة.
إنارة وتطييب المساجد
الفاروق عمر بن الخطاب كان أول من أنار المساجد بالمصابيح احتفالاً بقدوم شهر رمضان، كما جرت العادة بتطييب المساجد وتبخيرها خلال الشهر الكريم من أموال الصدقات، حتى جاء الخليفة عمر بن عبدالعزيز وأنهى هذه العادة توفيرا للأموال، وصرفها في موضعها.
تجديد ثياب الكعبة
كما كان قدوم شهر رمضان المبارك مرتبطا بالموعد السنوي لتجديد كسوة الكعبة، حيث كان المسلمون يكسون الكعبة منذ عهد معاوية بن أبي سفيان بالقباطي، وهو نوع من الأقمشة كان يُحاك في مصر.
ولائم بعد التلاوة
اعتاد أهل مكة ختم القرآن الكريم في ليالي الوتر من شهر رمضان في المساجد بحضور القاضي والفقهاء الكبار وأعيان مكة، وإذا ما أتموا القرآن كان يدعوهم أحد الأعيان الحاضرين إلى منزله ويقيم لهم وليمة كبيرة من أشهى المأكولات والحلوى.
الخمر ممنوع
كذلك حرص الفاطميون في مصر بحلول نهاية شهر جمادى الآخرة على إغلاق قاعات الخمارين في جميع أنحاء مصر، وذلك بوضع قفل حكومي عليها، وحظر بيع الخمر حتى انتهاء شهر رمضان، ولا تزال تلك العادة متبعة في مصر خلال رمضان حتى يومنا هذا، بقرار حكومي يسري على جميع الأماكن التي تقدم الخمور.
جهاد ضد الأعداء
كما دأب كثير من العلماء الكبار في العصر العباسي خلال شهر رمضان على المرابطة بالمدن والثغور المتاخمة لمعسكرات البيزنطيين، متمسكين بالصلاة وقراءة القرآن والشد من أزر الجنود.
مناظرات الملوك
واعتاد سلاطين الممالك الفورية في الهند مجالسة العلماء والفقهاء في ليالي رمضان، حيث كان يطرح أحدهم قضية علمية على الحاضرين ويبدأون في النقاش حولها، وكان السلطان يشترك معهم في النقاش بصفته واحداً منهم ويجادلونه ويردون عليه.
