رمضان شهر الانتصارات .. من غزوة بدر لمعركة عين جالوت

يزخر التاريخ الإسلامي بالفتوحات العظيمة التي حققها المسلمون في شهر رمضان، رغم مشقة الجوع والعطش في المعارك، إلا أن شهر الصوم كان القاسم المشترك بين مجموعة من أهم انتصارات المسلمين.

غزوة بدر

شهدت غزوة بدر مواجهة غير مسبوقة بين ما يزيد عن 300 مقاتل من المسلمين الذين اضطرهم بطش قريش للهجرة إلى جانب أنصار المدينة الذين استقبلوهم ضد 1000 مقاتل من قريش ظنوا وقتها أن المعركة ستكون نزهة، لكن حدثت المفاجأة بتحقيق المسلمين نصر عسكري كبير رغم قلة العدد، ولكن كبار قريش اتخذوا خيار المواجهة العسكرية رداً على محاولة المسلمين اعتراض قافلة لهم قادمة من الشام بدلا من القافلة التي استولوا عليها عندما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة.

فتح مكة

قاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم جيشا من 10 آلاف مقاتل لفتح مكة، بعد أن نقضت قريش صلح الحديبية، وفتحت للمسلمين أبواب مكة فدخلوها بشكل سلمي وأصبح بيت ألد أعداء الإسلام القدماء أبو سفيان ملاذ كل من يرغب في الأمان.
وكان حدثاً غير وجه المنطقة، إذ تم تحطيم الأصنام وما تحمله من معتقدات خاطئة قائمة على العبودية والطبقية، ورفع لواء التوحيد والعدل.

معركة البويب

بعد سلسلة انتصارات حققها المسلمون في طريقهم إلى العراق، هُزموا أمام الفرس في أواخر شهر شعبان من السنة نفسها في موقعة الجسر، إذ واجهوا تحديا عسكريا جديدا عندما استعان الفرس بالفيلة التي أخافت خيول المسلمين، فانسحب المسلمون عبر الجسر إلى الضفة الأخرى لنهر الفرات.

كان وقع الهزيمة قاسياً، فأعلن الخليفة عمر بن الخطاب النفير العام، وأعد قائد الجيش المثنى بن حارثة خطة ضمنت حصار الفرس وتشتيتهم، وبالفعل تمكن جيش المسلمين المكون من 8 آلاف مقاتل من الانتصار على جيش الفرس المكون من 10 آلاف مقاتل.

فتح الأندلس

استغرق فتح الأندلس 4 سنوات، وأهم الانتصارات خلال هذه السنوات كانت في شهر رمضان، أبرزها كان انتصار المسلمين انتصارا ساحقا في معركة وادي لكه بقيادة والي طنجة وفاتح الأندلس الأول طارق بن زياد، إذ نجح جيش المسلمين فى القضاء على جيش الملك القوطي الجرماني رودريجو المعروف باسم لذريق، مما أدى إلى انهيار دولة القوط وسيطرة المسلمين على معظم أراضي شبه الجزيرة الإيبيرية.

غزوة عمورية

تمكن خلالها جيش الدولة العباسية من الانتصار على جيش الدولة البيزنطية، بقيادة الخليفة المعتصم بالله بعد أن استغاثت به امرأة مسلمة بالنداء الشهير وامعتصماه، لتكون هذه المعركة نهاية هدنة دامت نحو 20 عاما بين العباسيين والبيزنطيين.

معركة عين جالوت 

خرج جيش المسلمين بقيادة السلطان المملوكي سيف الدين قطز إلى قرية عين جالوت القريبة من مدينة نابلس في فلسطين لمواجهة التتار، لم تكن المعركة سهلة، فقد تمكن التتار في البداية من اختراق مقدمة الجيش المملوكي لكن السلطان قطز تمكن من إعادة ترتيب الصفوف وتحقيق نصر كبير لاستعادة البلاد الإسلامية التي جرى احتلالها بعد سيطرة المغول على بغداد، عاصمة الخلافة الإسلامية.