ابن النفيس .. اكتشف الدورة الدموية وصحح المفاهيم حول عمل القلب

كان ابن النفيس عالماً موسوعياً وطبيباً عظيماً ومؤلفاً في اللغة والفلسفة والطب والحديث، كما كان فقيهاً مشهوراً، ويعد أحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، أو ما يعرف اليوم بعلم الفيزيولوجيا.

من هو ابن النفيس

ولد ابن النفيس في دمشق وترعرع فيها، تربى تربية دينية صالحة وتتلمذ على يد عدد من شيوخ وعلماء دمشق، وتعمق في الفقه الشافعي حتى أصبح أحد حجج زمانه في هذا المجال.

درس الطب في مستشفى في دمشق يدعى البيمارستان النوري، وكلمة بيمارستان هي كلمة فارسية تعني محل أو مكان المريض، وقد أنشئ أول بيمارستان في عهد الدولة الإسلامية في دمشق في زمن الدولة الأموية على يد الخليفة الوليد بن عبدالملك.

دراسته العلمية

تتلمذ ابن النفيس على الطبيب الدمشقي العلامة ابن الدخوار، ثم أخذ على عاتقه بعد ذلك التعمق بالدراسة والتجربة حتى أصبح طبيبا ماهراً له منهجه العلمي في العلاج والتشريح، وكان يتبع مذهب الطبيب العربي الحارث بن كلدة الثقفي الذي عاصر الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم في تجنب الدواء قدر المستطاع وعدم تناوله إلا عند الحاجة الفعلية، وألا يتم اللجوء إلى خلط دواء مكون من عدة عناصر إلا عند الضرورة القصوى.

صحح مفاهيم خاطئة عن عمل القلب

وخلال دراسته ومراجعته للمصادر الطبية التي كتبها من سبقه من الأطباء بدأ يتنبه إلى بعض المفاهيم الطبية الخاطئة، فعمد إلى تصحيحها، أثبت ابن النفيس أن الدم يخرج من القلب إلى الرئتين حيث ينقى بالأوكسجين ومن ثم يعود إلى القلب مرة أخرى ليضخ إلى أنحاء الجسم، وهو ما يعرف بالدورة الصغرى.

الطبيب الخاص لـ الظاهر بيبرس

أرسل الظاهر بيبرس -سلطان مصر والشام ورابع سلاطين المماليك- إلى ابن النفيس وطلب منه أن يصبح طبيبه الخاص، وذلك لمدة 22 عاما حتى وفاة بيبرس عام 1277 للهجرة، تولى بعد ذلك المنصور قلاوون حكم مصر وأنشأ هذا السلطان مستشفى ضخما في القاهرة سمي البيمارستان المنصوري وعيّن ابن النفيس رئيساً لأطباء المستشفى.

عمله في مصر

مارس ابن النفيس الطب في مصر بالمستشفى الناصري، ثم في المستشفى المنصوري الذي أنشأه السلطان قلاوون، وأصبح عميد أطباء هذا المستشفى، فضلا عن أكابر الأطباء فيها، كما أصبح ابن النفيس طبيبا خاصا لحاكم مصر الظاهر بيبرس، وهو الذي عينه رئيسا للأطباء في الديار المصرية، ولم يكن هذا المنصب فخريا، بل كانت له السلطة لمحاسبة الأطباء ومراجعتهم في أخطائهم.

ابن النفيس