صلاة التراويح عبر التاريخ .. بدأت في عهد الرسول ومُنعت في العصر الفاطمي
كانت صلاة التراويح رمزا للوحدة، وبدأت في عهد الرسول، إذ ورد في صحيح البخاري حديث ثبت أن الرسول الكريم صلى بأصحابه جماعةً في المسجد لثلاث ليال في رمضان، ولكنه توقف عن ذلك في الليلة الرابعة خشية أن تصبح صلاة مفروضة على المسلمين.
إحياء السنة لتوحيد الصف بعد وفاة الرسول
أعاد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إحياء سنة إقامة صلاة التراويح جماعة في المسجد، لأن المانع الذي أوقف الرسول زال بوفاته، إذ انقطع الوحي ولم يعد ممكنا أن تصبح فرضا، وقد استقر حكمها عند فقهاء، أهل السنة أنها سنة وليست فرضا.
وارتأى الخليفة عمر الفاروق أن تكون صلاة التراويح في المسجد، بشكل معتاد بدلا من البيوت، من أجل جمع المسلمين على قارئ، واحد وتوحيدهم، وسميت بهذا الاسم لأن المصلين يستريحون فيها بعد كل أربع ركعات.
صلاة التراويح تنير المساجد في رمضان
عمّم الخليفة عمر رضي الله عنه إقامة صلاة التراويح في بلدان مختلفة، فدرج على ذلك المسلمون حتى اليوم، وقد أورد ابن المبرد في كتابه محض الصواب، أن الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : نور الله لعمر بن الخطاب في قبره كما نوّر مساجدنا بالقرآن.
بعد وفاة الخليفة عمر بن الخطاب سنة 23 للهجرة، جاء زمن تحولت فيه صلاة التراويح من سنّة ترمز للوحدة إلى عنوان للفرقة والتعصب المذهبي، فغاب أحيانا مبدأ وحدة المصلين وتكملة صفوف الصلاة، وبدلا من أن تتوحد الجماعة على قارئ واحد بات لكل مذهب فقهي إمام ولكل طائفة جماعة.
الفاطميون .. حظر للتراويح
كان المنع السياسي بقوة السلطان أقوى من مجرد اختلاف الآراء، فقد منع الفاطميون وهم مؤسسو دولة الشيعة الإسماعيلية - صلاة التراويح في حقب من تاريخ حكمهم الذي شمل الغرب الإسلامي ومصر والشام والحجاز، وكان يصل حكم من يصليها إلى الإعدام في عهد الحاكم بأمر الله.
فيما كانت هناك فترات سمح فيها الفاطميون بإقامة صلاة التراويح ولكن قرارات الإذن والمنع كانت مزاجية، وكانوا يبررون منعهم للتراويح بأنها ليست من سنن النبي، وإنما سنّها عمر رضي الله عنه، ويعوضون عن ذلك بإطالة القراءة في صلاة العشاء.
