ذكرى يوسف وهبي .. أقام أول مدينة فنون بـ 500 ألف جنيه وانتزعتها منه الحكومة فأشهر إفلاسه
تحل اليوم 17 أكتوبر ذكرى رحيل يوسف عبد الله هديب وهبي قطب، والذي اشتهر فيما بعد باسم يوسف وهب، وقد حصل يوسف وهبي على البكوية عقب حضور الملك فاروق أول عرض لفيلم غرام وإنتقام في سينما ريفولي بالقاهرة، وهو الفيلم الذي حقق نجاحاً كبيرا وقت عرضه فقرر الملك منحه رتبة البكوية، بالإضافة إلى وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى.
ابن الذوات
ولد يوسف وهبي لعائلة ثرية ومرموقة، فتخرج والده في كلية الزراعة بجامعة أوكسفورد، وعمل مفتشاً للري في الفيوم كما كان يحمل لقب باشا، علاوة على أن عائلته كانت من كبار ملاك الأراضي الزراعية، ورغم مكانة عائلته إلا أن التمثيل أضره حين أراد الزواج بمن اختارها قلبه، وهي أغنى سيدات مصر عائشة فهمي، والتي كانت تكبره بـ 16 عاماً ورفضت عائلتها زواجها منه بسبب عمله في التمثيل الذي كان في نظرهم يحط من قدره، وبناءً على هذا الموقف ألف مسرحيته الشهيرة أولاد الذوات التى تحولت إلى فيلم.
زواج فتح له باب الأمل
ورغم رفض عائلتها تلك الزيجة إلا أنها أصرت على الزواج منه لما كانت تحمله لها في قلبها من حب كبير، وفور زواجه منها قرر أن يثبت للجميع أنه ليس أقل منها، فبدأ في بناء مدينة فنون عملاقة وأسماها مدينة رمسيس، وكان ذلك عام 193 وتكلفت آنذاك مبلغاً ضخماً بلغ الـ 500 ألف جنيه مصري، وقد ساندته زوجته في تلك التكاليف.
مدينة رمسيس العملاقة للفنون
كانت مساحة الأرض التي أقيمت عليها مدينة رمسيس تبلغ 17 فداناً، وضمت عددا كبيرا من الأنشطة الفنية ومنها أول دار سينما صيفي مكشوفة وكانت تسع لـ 400 شخص، كما أقام مسرحاً كبيراً يسع لـ 3000 مقعد لفرقة رمسيس، وأيضاً أنشأ مسرحاً صغيرا بالنسبة للأول، وعملت عليه منيرة المهدية بفرقتها، إلى جانب ملاهي وملهى ليلي واستديو سينما وساحة للعب الباتيناج ومحطة إذاعة محلية كانت تحت إدارة شقيقه إسماعيل.
ولكن مالم يتوقعه يوسف وهبي هو استيلاء الحكومة على المدينة بأكملها ومطالبته بدفع ثمن الأرض مرة أخرى لتعود إليه، ولأنه لم يكن يمتلك المال الكافي وقتها تم الاستيلاء عليها ليشهر إفلاسه بعدها.