والله لسه بدري يا شهر الصيام .. أغنية الوداع الخالدة
للعشر الأواخر من رمضان روحانيات خاصة ومقدسة لدى المجتمع الإسلامي عامة والمصري خاصة، إذ يودع المسلمون فيها الشهر الكريم، وقد اعتاد الشعب المصري أن يوثق أحداثه دائمًا من خلال الأغاني على مر العصور، تحديدًا الأحداث المهمة والقريبة منه، حيث قرر صناع الفن المصري وصف وتوثيق شعور عامة الشعب، من خلال أغنية وداع رمضان، والله لسة بدري.
قصة الأغنية
وتعد والله لسه بدري يا شهر الصيام أغنية الوداع منذ 60 عامًا، والتي بدأت قصتها من الشاعر عبدالفتاح مصطفى، الذي كتب كلماتها واصفًا الحزن على سرعة مرور الشهر المبارك، وعرضها على الملحن عبدالعظيم محمد، ومن بعده وجدي الحكيم، الذي كان يشغل منصب مراقب الموسيقى والغناء بالإذاعة المصرية وقتذاك.
كانت شريفة فاضل وقتها مطربة مبتدئة، لم يسطع اسمها بعد، وحين سمعت بالأغنية أدركت أن تلك فرصتها الذهبية التي لن تتكرر إذا أضاعتها من يديها، وبالفعل تحمست لها كثيرًا، وطلبت أن تغنيها.
وفي استوديو 46 بمبنى الإذاعة والتليفزيون سجلت شريفة فاضل الأغنية، بعد بروڤات تدربت عليها في الإذاعة، وبعد 3 أيام فقط أتمت حفظها، وسجلتها بحضور عبدالفتاح مصطفى ووجدي الحكيم ومهندس الصوت، وأذيعت الأغنية في الثلث الأخير من شهر رمضان المبارك، ومع انطلاق الكلمات مع اللحن وصوت شريفة فاضل البديع انبهر المستمعون بالأغنية، وعلقت في أذهانهم، ومن ثم أصبحت الأغنية الوحيدة التي تمت إذاعتها في وداع الشهر الفضيل.
ولأن الأغنية كانت بمثابة الانطلاقة الحقيقية لشريفة فاضل، فقد اعتبرتها أول أغنية دينية في مسيرتها، ورفضت أن تتقاضى أي أجر مادي نظير غنائها، وقالت لوجدي حكيم : يكفيني أن تكون لي أغنية دينية شهيرة يُرددها الناس في هذا الشهر الكريم، ومن ثم لم تتجاوز تكلفة إنتاج الأغنية 50 جنيها.
وتقول كلمات أغنية والله لسه بدري : تم البدر بدري .. والأيام بتجري، والله لسه بدرى والله يا شهر الصيام، حيانا هلالك ردينا التحية سهانا جمالك بالطلعة البهية .. دي فرحة سلامك ولا وداع صيامك .. والله لسه بدرى والله يا شهر الصيام.