عمار الشريعي .. مسحراتي مصر البهية المودرن
تعد فترة الزمن الجميل من أكثر الفترات ازدهارًا فنيًا، لكن الملاحظ أن ألحان عمار الشريعي كان لها دور كبير في تترات الأعمال الفنية، إذ كان نابغة عصره الفنية وخلد زمنه بموسيقاه.
أعمال عمار الشريعي
وقد عرضت تلك الأعمال معظمها في رمضان، وهو ما جعل اسم عمار الشريعي من الأسماء المتصلة بهذا الشهر الفضيل، ورغم فقده البصر إلا أنه لحن أكثر من 150 تترًا للمسلسلات، لدرجة بلغت نجاح العمل بسبب اللحن، وما جعلها خالدة أكثر في ذهن الجمهور حتى الآن، أن الكلمات كتبها اثنان من أبناء مصر المتسمين بالأصالة، الأول أحمد فؤاد نجم، والثاني عبدالرحمن الأبنودي، ومن ثم أصبحت علامة من علامات الشهر الكريم.
بصمة عمار الشريعي في رمضان
ولأن عمار الشريعي دائما ما كان متفردًا فلم يكتف بأن يكون صاحب تترات مسلسلات رمضان فقط، بل قرر أن يترك بصمته الواضحة الخاصة بشهر رمضان، ومن ثم قرر أن يتقمص شخصية المسحراتي، وينضم لمسحراتية الفن، من خلال تقديم برنامج تليفزيوني مصري، حمل اسم مسحراتي مصر البهية، وعرض البرنامج خلال وقت السحور، حتى يكون متماشيا مع الأجواء وتفاصيلها.
وخلال البرنامج لم يظهر عمار الشريعي بالشكل المعتاد للمسحراتية، حيث لم يرتد الجلباب، بل كان مسحراتي مودرن يرتدي البدلة ويمسك بالطبلة، ويردد اصحى وسبح رب البرية، مشيت أرتل وأنشد وأجود، وصوتي يجري بين النواصي، هنا بانقر، هنا باعود، هنا باحود عن المعاصي، لو كنت بحري لازم أقبّل، وإن كنت قبلي لازم أبحر، ولحد آخر نفس في صدري، هاشد قلبي وتر وأسحر
يا مصر قومي وشوفي نيلك، يا مصر قومي وضمي سينا، نهر المحبة بينتمى لك، يا مصر شوفي إحنا فين رسينا.
وقد كان برنامج مصر البهية إلى جانب الألحان المبهجة للأفلام والمسلسلات بصمة جلية، لا تزال محفورة وخالدة في مشوار المسحراتي المودرن عمار الشريعي، لذلك فقد كرمه أهل الفن في العالم كله على عظمة ألحانه، حيث حصل على جائزة مهرجان فيفييه، ووسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس مرتين، ووسام التكريم من الطبقة الأولى من الملك عبدالله بن الحسين.
وفي مصر حصل على جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2005، إلى جانب جوائز الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما، ومهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية للمسلسلات من عام 1977 حتى عام 1990.
وفي عام 2012 شاء القدر أن يكتب نهاية عمار الشريعي، إذ توفي ورحل عن عالمنا بعد أن ترك بصمته.