بيرم التونسي .. لقبوه بـ هرم الزجل وأول من كتب الفوازير للإذاعة
كتب محمد التابعي ذات يوم في إحدى مقالاته عن الفوازير : لعنة الله على آمال فهمي لأنها كانت سببًا في أن يسيل شربات الكنافة على ملابسي، لأني كنت حريصًا على سماع الفزورة، وأفكر في كل كلمة فيها، والأهم من ذلك ترقب إعلان نتائج الفائزين من خلال الخطابات التي وصلت إلى مئات الآلاف وشغلت مصلحة البريد وجعلتها تتوقف عن مصالح الجماهير اليومية.
ماذا يقال عن كاتبها بيرم التونسي؟
إن اسم بيرم التونسي كفيل بتعريف نفسه، دون الإشارة إلى تاريخه، إذ يكفي القول بأن أُطلق عليه شاعر الشعب وهرم الزجل، واعتبره النقاد رائداً لشعر العامية في مصر، كما قدم مع سيد درويش مجموعة من أروع الأعمال الوطنية، وقد لاقت أشعاره إشادات واسعة من النقاد والشعراء وحتى شعراء الفصحى.
وخلال حياته كون ثنائي فني مع أم كلثوم، وهي فترة الازدهار لكليهما، ونتج عن ذلك التعاون 33 أغنية، منها أنا في انتظارك، حبيبي يسعد أوقاته، كل الأحبة، شمس الأصيل، الحب كده، القلب يعشق كل جميل، وهي الأغنية التي غنتها بعد وفاته بـ 10 سنوات.
حكايته مع الفوازير
ولكن حكايته مع رمضان والفوازير تختلف، حيث بدأت منذ منتصف ستينيات القرن الماضي وقتما بدأت فوازير رمضان تدخل كمادة أساسية تذاع عبر محطات الإذاعة، وتحديدًا في عام 1962، حيث خرجت إلينا كلمات شعر زجلي بديعة، على هيئة فزورة، ليحتكرها مدة 4 سنوات كاملة.
وكان بيرم من أوائل الشعراء الذين انتقدوا ظواهر اجتماعية عديدة يفعلها الناس خلال شهر رمضان، وجاء ذلك الانتقاد من خلال قصائده، ولعل أبرزها قصيدة يا صايم، والذي قال فيها : يا صايم صيام الشراب والطعام، صيامك حلال أو صيامك حرام، لسانك يصوم وعِـينك تصوم، وإيدك تِصوم عن جَـميعْ الآثام، يِصوم اللسان إذا كان يصان، لا يغـتاب فلان ولا يسىء فـلان، وخلي المزَاحْ ولو كان مباح.
عاش بيرم التونسي حياة تراجيدية، إذ أن قلبه لم يستقر في وطن واحد، وكان عنوان حياته النفي، ووصفها في شعره : الأولى آه.. والثانية آه.. والثالثة آه.. الأولى مصر قالوا تونسي ونفوني جزاة الخير وإحساني، والثانية: تونس وفيها الأهل جحدوني وحتى الغير ما صفاني، والثالثة: فرنسا وفي باريس جهلوني وأنا موليير في زماني.