الطبيعي أن مستقبل الغناء العربي يتوقف على العلم والدراسة ويخيل إلىّ أنه سيكون أقرب إلى الأغاني السريعة منه إلى الأغاني الطويلة، ولا أريد القول بأن الأغاني الطويلة سوف تندثر أو سيذهب وقتها.
هكذا توقع الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب مستقبل الغناء في العالم العربي قبل 45 عامًا، في نبوءة يبدو أن جزء كبير منها تحقق بعد تلك السنوات، حيث يرى الموسيقار الراحل، أن الأغاني الطويلة سوف تصبح مجرد أعمال كلاسيكية فيقول : الأغاني الطويلة تمامًا سوف تصبح مثل الموسيقى الكلاسيك التي يهوى الأوروبيون سماعها إلى جانب الأغاني القصيرة، فعندهم تجد أنهم إلى جانب سماعهم الأغنية التي تصل إلى 3 دقائق، يسمعون أيضًا السيمفونيات التي تصل مدتها إلى ساعة أو أكثر.
محمد عبدالوهاب شرح بالتفاصيل كيف سوف يتغير الغناء في العالم العربي بشكل كامل من خلال اللحن والكلمات والتوزيع، فكتب: سوف تصبح الكثرة للأغاني القصيرة بسيطة اللحن والتي سوف يدخل عليها علم التوزيع، على أن يكون هذا العلم خاضعًا للموسيقى العربية فقط، أي نستعمل العلم ونطوعه لكي يخدم الإحساس العربي والذوق العربي.
وعن هبوط المستوى الفني في بعض الأعمال الفنية خلال فترة السبيعنيات، قال محمد عبدالوهاب : يرجع هذا إلى السرعة، فالفن لا يمكن الحصول عليه بتلك السرعة التي أتحدث عنها، الفن محتاج إلى الهدوء وإلى التأمل وإلى التأني، والمراجعة الشديدة لكل حرف يقدم إلى الناس، وللأسف الشديد هذا لس موجود الآن، فلا الأديب ولا المؤلف ولا الملحن ولا المؤدي عنده وقت لكي يجود عمله ويتقنه، وهذا هو السبب الرئيسي في هبوط المستوى الفني.
