محمد أحمد الرئيس التنفيذي لشركة إجابات يكتب : كورونا فى الجونة
بدأت الموجة الثانية من كورونا بقوة وشراسة فى معظم أنحاء العالم، أيضا بدأت الأرقام تزداد فى مصر يوما بعد الآخر، ووسط كل هذا أقيمت فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي، منطق معكوس وتخبط غريب، فقرار إقامة هذا المهرجان فى هذا التوقيت خطأ فادح، يجب أن نعترف به كما أن توقيته غير مناسب بالمرة.
من الصعب أن نصدق أن الجميع كانوا هناك يقومون بكل الإجراءات الاحترازية المطلوبة، لأنه من المعروف أنه فى مثل هذه المهرجانات يختلط الحابل بالنابل، وما شاهدناه في التليفزيون من أحداث المهرجان لا ينقل سوى الأحداث الرسمية للحدث، وبالتأكيد كان هناك اختلاط واضح وعدم وجود تباعد اجتماعى ومسافات بين الحاضرين، خاصة في ظل الحلقات النقاشية والحفلات التي تقام على هامش المهرجان.
كل هذا تؤكده أعداد الإصابات المتزايدة، والتي ظهرت عقب عودة المشاركين في المهرجان إلى القاهرة، وللأسف لم يقتصر المهرجان على الأحداث الفنية ومشاهدة الأفلام، بل كانت هناك حفلات خطوبة وزواج والجميع شاهدوا عدم احترام لأي إجراءات الاحترازية أثناء هذه الحفلات.
انتهى المهرجان بعدد إصابات كبير وغير متوقع، والكثير منهم عاد إلى القاهرة وهم يحملون الفيروس، وبالتأكيد خالطوا عدد كبير من الأهل والأصدقاء، مما يؤدي بالتأكيد إلى انتقال الفيروس لعدد آخر من المحاطين بهم، السؤال المهم هنا هو : كيف تمت الموافقة على إقامة المهرجان فى مثل هذا التوقيت بالرغم من خروج عدد من الأصوات التى كانت تنادي بعدم إقامة المهرجان بسبب كورونا؟.
الحمد لله أن عدد الإصابات فى مصر قليل وتحت السيطرة، لذلك نحن لسنا في حاجة إلى أي أحداث أو مناسبات تؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات، ويجب أن نعرف جميعا أن الدولة تقوم بعمل جبار للسيطرة على الفيروس، لذلك الدولة أيضا فى حاجة لأن يتعاون الجميع معها للحد من هذه الزيادة.
أنا هنا لا أقلل من أهمية الفن والسينما والمهرجانات، لأنها إحدى وسائل القوة الناعمة لمصر، ولكن المهم هو أن نفعل ذلك فى الوقت المناسب، كذلك يجب مراعاة ظروف البلد، خاصة أنه ليست هناك حاجة مُلحة وضرورية لإقامة المهرجان، خاصة أن عدد من الفنانين المصريين والأجانب لم يحضر بسبب الخوف من كورونا.
وبغض النظر عن استعراض الملابس الفاضحة في المهرجان، لكن المشكلة أن مثل هذه التجمعات بيئة خصبة لانتشار الفيروس في العالم كله، والدولة بكل أركانها مهمومة بمحاربة الفيروس والسيطرة عليه، ونحن في الجانب الآخر نجد إصرار وعناد غير مبرر لإقامة هذا المهرجان.
وزارة الصحة المصرية وعلى رأسها الوزيرة النشيطة هالة زايد، تقوم بعمل جبار، لذا وجب علينا أن نقف جنبا إلى جنب مع هذه المجهودات للسيطرة على الفيروس، أرجو أن نتعلم الدرس ونعلم أن أهمية القرار ليس في تنفيذه، ولكن في توقيته، وبالتأكيد توقيت المهرجان كان خطأ كبير.
وأخيرا نتساءل، لماذا هذا الإصرار العجيب والمستفز لإقامة المهرجان فى هذا التوقيت؟، نحتاج لإجابة واضحة على هذا السؤال، لأننا لسنا قادرين على تحمل تطبيق حظر التجوال من جديد.