مجرد سؤال .. لماذا يحاول تامر حسني دائماً إفساد فرحة عمرو دياب ؟
فكرة أن يُقرن تامر حسني اسمه باسم عمرو دياب ليست بالجديدة، فمنذ ظهور تامر على الساحة الفنية في بداية الألفية الجديدة، وهو يحاول وضع نفسه في قوس واحد مع الهضبة والذي كان يتربع منفرداً على عرش الغناء وقتها .. لاشك إن هذا يٌحسب إلى ذكاء تامر الفني، خاصة وإن ذلك ساهم في صعود نجمه سريعاً، كمنافس عتيد لدياب صاحب التاريخ الفني الملئ بالنجاحات.
ربما لازال الجمهور يتذكر التراشق العنيف، الذي دار بين جمهوري النجمين على مدار سنوات، واتهام جمهور تامر للهضبة بمحاربته لمنعه من الوصول إلى النجومية، في الوقت الذي أدان فيها محيطون بدياب محاولات تامر المستميتة لوضع نفسه في قوس واحد مع عمرو.
إلا إنه ومن الواضح أن حسني لازال يسير بنفس النهج، حتى بعدما وصل إلى النجومية الكبيرة، وصار أحد أهم نجوم الغناء والتمثيل أيضاً في السنوات الماضية، فما أن طرح دياب أغنيته الجديدة «يا بلدنا يا حلوة»، بدأت اللجان الإلكترونية لتامر في الترويج إلى أن الكليب مسروق من أغنية تامر «الله على المصريين»، التي طرحت في شهر رمضان الماضي، رغم إن التصوير في مركب نيلي ليست ابتكار حسني، فسبقه إليها الكثير من النجوم، بداية من عبدالحليم حافظ في أغنية «أنا لك على طول»، وهاني شاكر في «علي الضحكاية علي»، وغيرهما، لكن تامر أراد فقط إفساد كليب دياب الجديد بالدخول على الخط، وهي طريقته التي يبدو أنه لم يمل منها بعد.
الغريب في الأمر إن لجان تامر عمدت إلى تشويه نجاح دياب، والتشويش أيضاً على أغنية حماقي الجديدة «هو ده حبيبي»، والتي كتب كلماتها تركي آل الشيخ، ومن ألحان عمرو مصطفى، بإدعاء إن الظروف غير مناسبة لأغنيات جديدة، بسبب حادث انفجار مرفأ بيروت، والذي نتج عنه مقتل المئات وإصابة آلاف اللبنانيين، وذلك رغم إن أغنية دياب طُرحت قبل الحادث الأليم، فيما إن أغنية حماقي تم الإعلان عنها أيضاً قبل فترة طويلة، وطُرحت في مصادفة مع ما جرى في بيروت.
ومنهج تامر حسني حالياً هو استمرار لما يحدث منذ بداياته، واتضح بشدة قبل عدة أشهر، وذلك حين أعلنت موسوعة جينيس للأرقام القياسية إدراجها اسم دياب، كأول مطرب مصري وعربي يحصل على أكبر عدد من جوائز الموسيقى العالمية، فضلاً عن احتفاظه بأن تكون ألبوماته الأكثر مبيعاً في الشرق الأوسط منذ عام 1989، حيث قرر تامر ألا يفوت الفرصة كالعادة، وأعلن بعدها بأيام دخوله موسوعة جينيس بلقب الفنان الأكثر تأثيراً في العالم، وكأن جينيس قد فرغت نفسها في أسبوع واحد فقط لدراسة إنجازات النجوم المصريين، وكان من الواضح للجميع إن حسني يحاول أن يقول للهضبة وللجمهور لست وحدك في موسوعة جينيس، ولكني فعلتها أيضاً، وقد هوجم تامر بشدة خاصة وإن الموسوعة لا توزع ألقاباً كـ الأفضل تأثيراً في العالم، ومثل هذه الأمور.
وبعد كل هذه المواقف، يبدو إن تامر وبعد كل ما وصل إليه من نجومية ونجاح، لازال يريد أن يصور نفسه على إنه النجم الذي سيطيح بعرش الهضبة، في حين إن الفن لا يقوم على هذه الفكرة، وإنما يقبل بتعدد الأقطاب، ففي الماضي كان هناك أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش، ووردة الجزائرية، وكل له جمهوره العريض، وحالياً كما إن دياب هو المطرب الأهم على الساحة بحكم نجاحاته وتاريخه الطويل، فيتواجد الملك محمد منير وبقوة، والذي يتمتع بشعبية واسعة، وجمهور كبير، وهو يرتبط بعلاقة صداقة وطيدة بعمرو دياب في الوقت نفسه، رغم إن كلاهما نجم كبير.