محمد أحمد الرئيس التنفيذي لشركة إجابات : قنوات «بير السلم» وتأثيرها على المشهد الإعلامي 2
فى البداية يجب أن أشكر كل متابعي وجمهور موقع خبر أبيض، وخاصة الذين تفاعلوا مع مقالي السابق الخاص بـ «قنوات بير السلم»، أو «القنوات المجهولة»، فهذه القضية هامة جداً ولا يجب السكوت عليها، وليس من العدل أن تصرف القنوات الشرعية مئات الملايين على شراء وإنتاج البرامج والمسلسلات والأفلام، وأيضا على إعداد الكوادر التي تعمل فى هذه القنوات، وتأتى قنوات غير شرعية ومجهولة وتذيع كل هذه الأعمال بدون أن تدفع عنها أي مقابل!.
مثل هذه السرقات تسبب خسارة كبيرة للقنوات الشرعية، ومن الصعب عليها أن تكمل المشوار بهذه الطريقة، كذلك يجب أن لا ننسى أيضاً الدور الوطني الذى تقوم به هذه القنوات فى مساندة الدولة وإذاعة كل ما هو يخدم مصالحها والمجتمع المصري، ولذلك يجب الوقوف وبقوة ضد هذا الاحتيال الذى تقوم به قنوات «بير السلم»، ويجب تضافر كل الجهود وبقوة لمواجهة هذا الغزو الخطير والغير شرعي.
إذا ما هو الحل الان؟، هناك أدوار لابد أن تلعبها كل الجهات، الدولة لها دور كبير وأيضاً القنوات التليفزيونية الشرعية لها دور هام جدا، وهناك دور هام ومؤثر جدا للشركات المُعلنة أو ما نسميهم العُملاء، فبالنسبة للدولة عليها الدور الأكبر وهو تنفيذ القانون وتغليظ العقوبات ضد ما هو غير شرعي ومجهول الهوية، ويجب أن تكون هناك حملات أمنية متواصلة ومكثفة للتعامل مع مثل هذه القنوات.
كذلك على جميع القنوات الشرعية أن تتحد لإتخاذ القرارات المناسبة للوقوف ضد القنوات المجهولة، ولكن المشكلة هنا بالنسبة لإدارات القنوات الشرعية أنهم مختلفين ولا يجلسوا سويا للإتفاق على المصلحة التي تخصهم جميعا،
وهناك دور هام أيضاً للشركات المُعلنة الكبيرة، والتي تقوم بوضع إعلاناتها على هذه القنوات المجهولة، فيجب أن تضع إعلاناتها على القنوات الشرعية فقط، والسؤال الهام الذي يطرح نفسه الآن هو، لماذا تقوم بعض الشركات الكبرى بوضع إعلاناتها على قنوات «بير السلم»؟، والإجابة لأن أسعار الإعلانات بها رخيصة جداً ولا تُقارن بالقنوات الشرعية، كما أنها أصبحت تحقق نسب مشاهدة عالية جداً، وهو ما رصدته شركة إجابات في أبحاث سابقة لها، وأخيراً أرى أن منح الإعلانات لهذه القنوات شيء غير عادل وغير محايد ويجب إعادة النظر في هذا الأمر.