بطولات من الجيش المصري .. محمد عبدالعاطي صائد الدبابات
بعد تحقيق مسلسل «الإختيار» النجاح الكبير ونسبة مشاهدة عالية جداً، أصبح المشاهد المصري في حاجة للتعرف على مزيد من البطولات لأبطال مصر من الشهداء الذين لا يقلوا بطولة عن الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسى - قائد الكتيبة 103 صاعقة - الذى استشهد فى كمين مربع البرث، بمدينة رفح المصرية عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى فى سيناء، كما أن التأثير الكبير الذي تركه مسلسل «الإختيار» في نفوس الكبار والصغار جعلهم متشوقين لمعرفة المزيد من البطولات الخارقة للجنود المجهولين الذين لم يكن أحد يعرف تفاصيل حياتهم لولا تقديم عمل درامي يستعرض سيرتهم الذاتية.
وعلى مدار التاريخ يوجد الكثير من أبطال القوات المسلحة الذين شهد لهم العدو قبل الصديق، لما لهم من بطولات عظيمة، نذكر منهم البطل الرقيب أول مجند محمد عبدالعاطي، والذي أطلق عليه لقب «صائد الدبابات» لأنه دمر خلال أيام حرب أكتوبر 23 دبابة بمفرده، ليعد أحد أشهر الذين حصلوا على نجمة سيناء من الطبقة الثانية عام 1974، وهو أعلى وسام عسكري في مصر، وسلمهُ له الرئيس الراحل أنور السادات.
ولد عبدالعاطي في 15 ديسمبر عام 1950 بقرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، والتحق بكلية الزراعة وعملَ لفترة مهندسًا زراعيًا، وكانت بدايته مع الجيش المصري حينما إنضم إلى الصاعقة ثم انتقل إلى سلاح المدفعية وتخصص في الصواريخ المضادة للدبابات.
وكان عبدالعاطي أول فرد من مجموعته يعبر خط بارليف أول أيام حرب أكتوبر 1973، وفي 8 أكتوبر ثالث أيام الحرب أطلق عبدالعاطي أول صاروخ ونجح في إصابة أول دبابة وبلغ رصيده في ذلك اليوم تدمير 7 دبابات في نصف ساعة فقط، وفي اليوم التالي تمكن من تدمير 17 دبابة، وفي 10 أكتوبر استطاع تدمير 3 دبابات، ودبابة أخرى في يوم 15 أكتوبر، وفي يوم 18 أكتوبر هاجم دبابتين وعرب مجنزرة ليرتفع رصيد إستهدافه لدبابات العدو إلى 23 دبابة و3 سيارات مجنزرة ليستحق عن جدارة لقب «صائد الدبابات».
وتحدثت جميع صحف العالم عن بطولات البطل عبدالعاطي، وسجلته الموسوعات الحربية كأشهر صائد للدبابات في العالم، فكان نموذجًا للمقاتل العنيد الشجاع الذي أذاق عدوه مرارة الهزيمة، ولذلك كانت الإذاعات الإسرائيلية هي أول من أذاعت خبر وفاته عام 2001، وهي فى كامل سعادتها بعدما كبدها خسائر كبيرة في ساعات قليلة لم تستطع جيوش أن تحققها في سنوات.
ومن المواقف التي لا ينساها عبدالعاطي، عندما طلبه اللواء حسن أبوسعد، وعندما ذهب له وجد الضابط الإسرائيلي عساف ياجوري، الذي طلب أن يلتقي المجند الذي اصطاد دبابته، وعندما علم بأنه من فعل ذلك، قام بتحيته عسكريًا، وبعد انتهاء حرب أكتوبر أصبح بطلاً شعبيًا، وعاد إلى بلدته وتزوج وبعد سنوات أصيب بمرض الكبد الوبائي، ورحل عن عالمنا في 9 ديسمبر 2001.