من الخلاعة والدلاعة لشبشب الهنا .. أغاني أغضبت الجمهور ورجال الدين
لم يعد للسوشيال ميديا فى الأيام الأخيرة حديث إلا وقاسمه المشترك أغانى المهرجانات، تلك التى أثارت الجدل بين مؤيد لمنعها ومعارض لوقف مطربيها، فيما وقفت الأغلبية فى منطقة وسط يترحمون على أغانى الزمن الجميل، رغم أن البعض منها حظى بهجوم كبير واعتراضات دينية واجتماعية، ما اضطر أصحابها إلى تغيير كلماتها تفاديا للهجوم الحاد الذى تعرضوا له .. أبرز هؤلاء تعرف عليهم فى التقرير التالى.
معارك العندليب والأزهر
كان للعندليب نصيب الأسد في إثارة الجدل بأغنياته التي أغضبت رجال الدين على وجه التحديد، منها «على حسب وداد قلبي»، «لست أدري»، «المسيح»، و«لست قلبي»، فجميعها أثارت جدلاً واسعاً واعتراضاً من الأزهر، بسبب كلماتها التي نذكر منها «لا هسلم للمكتوب ولا هرضى أبات مغلوب»، «جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت»، و «قدر أحمق الخطى»، والتي تم تغيير كلمات شاعرها كامل الشناوي لـ «قدر أحكم الخطى»، كما أرادها الشيخ الغزالي، ثم أغنية «المسيح» التي رفض الأزهر أن يغنيها عبد الحليم في مصر.
موسيقار الأجيال يثير الجدل
استمر عبد الوهاب في تقديم أغنيات تثير الجدل للكثير من المطربين وكان هو نفسه من بينهم حيث قدم أغنية «كيلوباترا» والتي حاصرتها التحفظات المجتمعية والدينية أيضا بعدما قال فيها : «ليلنا خمر وأشواق تغني حولنا»، إلى آخر القصيدة، وأغنية «الدنيا سيجارة وكاس» والتي تعرضت للمنع والمصادرة عدة مرات قبل الموافقة على طرحها.
هناك أيضا أغنية «من غير ليه»، التي غناها بنفسه عام 1989، وأثارت ضده عاصفة من النقد حيث وصفها رجال الدين بأنها دعوة صريحة للكفر، ورُفعت ضده دعاوى قضائية كثيرة للسبب نفسه.
سلطانة الطرب وجرأة الكلمات
قدمت سلطانة الطرب -كما لُقبت- العديد من الأغاني التي وُصفت وقتها بأنها شديدة الجرأة، ومن بينها «بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة»، و«مستنظراك ليلة التلات بعد العشا .. تلقى الحكاية موضبة، بإيدي قايدة الكهربا، وأقعد معاك على هواك، ولافيش هناك غيرنا وبلاش كتر الخشا».
عبدالعزيز محمود وأزمة «شبشب الهنا»
عندما قدم أغنيته «شبشب الهنا» تساءلت الصحف وقتها محتجة على مثل هذه الكلمات التي كانت بالطبع جديدة على مسامع الجميع، فأحبها البعض لاختلافها، وانتقدها الكثيرون لعدم قبولهم كلمات مثل «ياشبشب الهنا ياريتني كنت أنا»، وقد تقدم المطرب هشام عبد العزيز نجل عبد العزيز محمود بطلب للرقابة للموافقة على تسجيل الأغنية بصوته بتوزيع جديد، إلا أن الرقابة رفضت بدعوى أن الكلمات لا تليق كونها منافية للآداب العامة، فيما تقدم أيضا باحتجاج إلى لجنة التظلمات مستغربا أن الرقابة لا تمانع إعادة منح التصاريح الخاصة بأغنيات مثل «الطشت قالي»، لعايدة الشاعر و«فيك عشرة كوتشينة في البلكونة» لمحمد عبد الوهاب وتمنع أغنية والده.
فايزة أحمد والقمر
لم تسلم فايزة أحمد من النقد هى الأخرى، ففي الستينات قدمت أغنية «ياما القمر على الباب»، ومنعت الجهات الدينية في الأردن إذاعتها بحجة أنها مخلة بالآداب، وتتنافى مع الرسالة الخلقية والمجتمعية التي تتسم بها إذاعة الأردن.
كوكب الشرق وتهمة الغناء الهابط
كوكب الشرق والتي تعتبر من الأيقونات من حيث المظهر والأداء وبالطبع الصوت، تعرضت أيضاً لعاصفة انتقاد قوية ولكن تلك المرة كانت من جمهورها، وذلك حينما غنت عام 1926 «أنا الخلاعة و الدلاعة مذهبي»، حيث ثار الجمهور عليها بدعوى أنها انساقت وراء موضة الغناء الهابط، الأمر الذي جعلها تسحب كل الاسطوانات، وتدفع تعويض مالي للشركة المنتجة قبل أن تغير كلمات الأغنية إلى «أنا الخفافة واللطافة مذهبي».
هجوم آخر تعرضت له كوكب الشرق من قبل المجتمع ورجال الدين، حين غنت «الحب كله»، وقالت : «يا أرق من النسمة وأجمل من ملك» حيث اعترض رجال الدين، وكتب الناقد طارق الشناوي في موقع الدستور «أن أم كلثوم بعد تلك الأغنية صارت تخشى الاقتراب من الملائكة» ثم أضاف «حكى لي الملحن الموجي الصغير أن أغنية اسأل روحك، التي لحنها والده لأم كلثوم كان بها مقطع فى نهايتها كلمة ملايكة، فتخوفت أم كلثوم من أن تجد نفسها فى حرج مع رجال الدين، حيث كانوا يوجهون لها في هذه الفترة نقداً لاذعاً، فقالت للموجي بخفة ظل : «يا موجي اصرف الملايكة».