زمن التلفزيون الجميل .. ملك إسماعيل مذيعة بقرار وزير الإعلام وتهديدات أنهت مشوارها في ماسبيرو
يزخر التلفزيون المصري بعدد كبير من الإعلاميين الذين صنعوا اسمه، حتى أصبحوا من أهم رموز الإعلام العربي وليس المصري فقط، ومن أبرز هؤلاء ملك إسماعيل التي عملت بالتليفزيون كمذيعة قبل تخرجها من كلية الآداب قسم صحافة بعدة أشهر، مقابل 10 جنيهات، فيما تم تعينها عقب تخرجها بمبلغ 19 جنيه.
وبدأت ملك مشوارها الإعلامي عندما كانت تقوم بأبحاث عديدة خاصة بالكلية فى جريدة المساء والجمهورية، وأعجبوا بعملها وقتها، وبدأت بعدها العمل فى مجال الصحافة، وكتبت تقارير «يوميات شعب» عبارة عن المهن الموجودة فى الشارع، وبعد افتتاح التليفزيون وجدت إعلاناً عن فتح باب التقديم للمذيعات، وتقدمت وقتها وقابلت همت مصطفى وصلاح زكي، وكان الجيل الأول موجوداً مثل أمانى ناشد وسلوى حجازى وليلى رستم ومحمد رجائى، فيما تكونت لجنة التحكيم من إعلاميين كبار مثل سعد لبيب وهمت مصطفى وصلاح زكى وسميرة الكيلانى، وأعطوا لها نصاً لتقوم بقراءته بطريقتها الخاصة.
واختارتها وقتها همت مصطفى للعمل معها فى القناه الأولى، وتم تدريبها وبدأت التواجد في الاستوديو لكي تعرف كيف تقدم المذيعة البرامج وكيف تحاور الضيف، واستمرت لفترة في التدريب مع أمانى ناشد فى برامجها، والتي كانت تكتب تقريراً عن أدائها، وكان وقتها وزير الإعلام عبدالقادر حاتم يخصص يوم الجمعة ليعطى كل مذيعة من الدفعة الجديدة فقرة لتقديمها ويتابعها من منزله.
وبالفعل تم تسجيل البرامج وقدمت ملك وقتها برنامجاً كان يقدمه عبدالمنعم سلام، وتلقت حينها الإعلامية همت مصطفى إتصال من وزير الإعلام أخبرها خلاله أن ملك نجحتِ، لتبدأ بعدها تقديم برامجها الخاصة بشكل منفرد لتلفت إليها الأنظار وتعلن عن مولد مقدمة برامج موهوبة.
قدمت ملك عدداً كبيراً من البرامج مع الناس بالشارع بدأتها ببرنامج «دائرة الضوء» و«فرصة العمر» وانتهت ببرنامج «سلوكيات» و«على الطريق»، وعانت من التهديدات لدفاعها عن المظلومين إلى حد حرق سيارتها وتهديدها بالقتل، وانتهت بإجبارها على ترك التليفزيون.
وتعد ملك واحدة من الجيل الأول فى التليفزيون المصرى، حيث تركت بصمة واضحة خلال مشوارها الإعلامى، وذلك على مدار أكثر من 30 عاماً، عملت خلالها كمذيعة ربط وبرامج، وتقلدت عدة مناصب منها رئيس القناة الأولى، ومستشار ونائب رئيس التليفزيون، كما يحسب لها أنها كانت من أوائل المذيعات اللاتى نزلن بكاميرات التليفزيون إلى الشارع، لرصد القضايا الاجتماعية بجرأة سببت لها العديد من المشاكل.
عاصرت إسماعيل خلال فترة عملها مجموعة كبيرة من عمالقة ورموز التليفزيون المصري في ذلك الوقت، كما عملت مع نخبة من مذيعات ماسبيرو في عصره الذهبي، منهن سلوى حجازي وليلي رستم وأماني ناشد وهمت مصطفي وسهير الإتربي وفريال صالح ونجوى إبراهيم وغيرهن، وختمت ملك مشوارها الإعلامي في ماسبيرو عام 1997، ورفضت بعدها العمل في الفضائيات الخاصة بعدما تلقت أكثر من عرض وقتها.