مسجد السيدة عائشة .. هُدم أكثر من مرة وأعيد بناؤه وسمي بـ عروس آل البيت

يقع مسجد السيدة عائشة في قلب القاهرة، في حي الخليفة خارج ميدان القلعة، حيث يعتبر أحد أشهر مساجد ومقامات آل البيت وسمي بعروس آل البيت وارتبط اسمه بالعملات المصرية، حيث ظهرت صورته على فئة 25 قرشًا.
قصة المسجد
قدمت السيدة عائشة بنت الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب إلى مصر في عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، هربًا من بطش السلطة بآل البيت، وعاشت في القاهرة حتى وفاتها عام 145 هجريًا، حيث دفنت في منزلها الذي تحول إلى مزار يستقبله الآلاف من المصريين للتبرك به.
ظل ضريح السيدة عائشة حتى القرن السادس الهجري مزارًا صغيراً وبسيطًا، عبارة عن حجرة مربعة تعلوها قبة تستند إلى صفين من المقرنصات، ثم اهتم بعمارته الفاطميون والأيوبيون، فمع العصر الأيوبي، أحاط صلاح الدين الأيوبي القاهرة والفسطاط والعسكر والقطائع بسور واحد لحمايتها من الصليبيين، ثم فصل هذا السور القبة عن باقي القرافة، فقام صلاح الدين بإنشاء مدرسة لتحفيظ القرآن بجانب القبة، وفتح في السور بابًا عُرف بـ باب السيدة عائشة أو باب القرافة.
إعمار المسجد عبر العصور
وألحق بالضريح مسجد يعرف بمسجد السيدة عائشة، الذي شهد عمليات تطوير متعاقبة ففي عام 1762، قام الأمير عبد الرحمن كتخدا بهدم المسجد القديم وإعادة بنائه على طراز أكثر تطورًا، وفي عام 1971، تم هدم المسجد مرة أخرى وإعادة بنائه بشكله الحالي، تزامنًا مع إنشاء كوبري السيدة عائشة، وبحسب المؤرخين، فإن المسجد اليوم أكثر روعة مما كان عليه في عهد كتخدا، وعلى باب القبة نُقشت عليه عبارة تجسد روحانية المكان وهي : لعائشة نور مضيء وبهجة وقبتها فيها الدعاء يجاب.
وفي أكتوبر 2021، أعلنت مؤسسة مودة برئاسة الدكتور على جمعة، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، عن تدشين مشروع تطوير مسجد السيدة عائشة ليظل مقصدًا وواجهة مشرفة يأتي إليه الزائرون من شتى بقاع الأرض، ضمن خطة تطوير مساجد آل البيت في مختلف محافظات البلاد.
ملجأ الباحثين عن السكون
ورغم الزحام المحيط به، حيث الأسواق الشعبية والمحال التجارية والباعة الجائلين، يظل مسجد السيدة عائشة ملجأ للزاهدين، وواحة للروحانيين، الذين يجدون في رحابه سكينة وسط ضجيج الحياة اليومية.