طه الفشني .. ملك القصائد والأناشيد وكروان الإذاعة

الشيخ طه الفشني، يعد ملك القصائد والأناشيد وكروان الإذاعة، الذي ما أن يُذكر اسمه حتى نسترجع تاريخ الإنشاد والتلاوة، صاحب الكلمات القريبة للروح والمألوفة، والتي ترتبط حروفها بعذوبة صوت منشدها.
ملك التلاوات والأناشيد
كان اسم الشيخ طه الفشني ولا يزال محفورًا ومتربعًا على عرش قائمتي مقرئين القرآن المصري والمنشدين أو المبتهلين المصريين، وذلك بصوته العذب الرخيم، حيث استطاع ابن مركز الفشن في بني سويف أن يحجز لنفسه مكانة بارزة ضمن قراء ومنشدين القرن الماضي.
كانت حياة الشيخ طه الفشني منذ الصغر قائمة على التدين، إذ تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو في سن صغيرة، لم يتجاوز الـ 12 عامًا، ومن ثم حصل بعدها على كفاءة المعلمين من مدرسة المعلمين بالمنيا، ليتجه إلى القاهرة بهدف بدء حياة جديدة، مع التواشيح والابتهالات وترتيل وتلاوة القرآن، لكن يشاء القدر ألا يحقق حلمه، وتحول ثورة 1919 دون ذلك، ليقرر العودة إلى بلدته من جديد، ويبدأ منها رحلته في الإبتهال والتلاوة.
دراسة علم القراءات والتجويد
لكن ما أن يهدأ الأمر حتى يعاوده حلم الإنشاد في القاهرة مرة أخرى، وهو ما يحققه بالفعل، ليستقر في العاصمة، ويلتحق بالأزهر الشريف، ويدرس علم القراءات والتجويد على يد الشيخ عبدالعزيز السحار، الذي انبهر بجمال صوته.
الوصول إلى العالمية
حصل الفشني على شهادة في القراءات العشر، والتي كانت بمثابة فاتحة خير عليه للوصول إلى العالمية، حيث سُمع من بعدها صوته بقوة في إحدى حفلات الحسين، وانضم إلى الإذاعة المصرية، ليس هذا فحسب، بل عندما بدأ التلفزيون إرساله فى مصر وقع الاختيار على الشيخ طه الفشني ليكون من أوائل قراء القرآن الكريم الذين عملوا به.
ومع اختلاف صوته النقي أصبح الشيخ طه الفشني صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد، إذ كان على علم واسع بالمقامات والأنغام، والتي من خلال براعته بها انتهت به الحال إلى رئاسة فن الإنشاد وقتذاك، وهو ما جعله أيضًا المقرئ والمنشد المفضل والمحبب للرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات، فمن جانبه أهداه عبدالناصر طبق فضة موقّع منه، أما السادات فكرمه أكثر من مرة.
وقد استمرت رحلة عطاء الفشني حتى اليوم الذى صعدت فيه روحه إلى خالقها في عام 1971، عن عمر ناهز الـ 70 عامًا.