عبدالباسط عبدالصمد .. أول من قرأ القرآن عند الكعبة ولُقب بصوت مكة

الشيخ عبدالباسط عبدالصمد من الأصوات المصرية الأصيلة، وصاحب الحنجرة الذهبية، عُرف بصوته القوي وجلجلته المحبوبة.
نشأ عبدالباسط عبدالصمد في عائلة متدينة، واهتم بالقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا، وهو في العاشرة من عمره، ونظرًا لقوة صوته وعظمة تلاوته ذاع صيته وهو في السابعة عشرة من عمره، في المدن والقرى المجاورة لقريته، ودعاه أعيان تلك البلدان للتلاوة والترتيل في المناسبات والاحتفالات المختلفة.
البداية من مسجد السيدة زينب
بدأت شهرة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد بعدما سمعه أحد المذيعين وهو يرتل القرآن في مسجد السيدة زينب، ومن بعدها قدمه للإذاعة، وكانت سورة فاطر أول سورة قرآنية يرتلها ويستمع إليها عموم الشعب المصري والعربي بصوته.
لم تقتصر شهرة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد على القطر المصري فقط، بل تخطته لما أكثر من ذلك، إذ كان أول من سُمح له بقراءة القرآن عند الكعبة الشريفة في المسجد الحرام، وبعد الانبهار بجمال وروعة صوته أُطلق عليه لقب صوت مكة، وبعدها عُين قارئًا لمسجد الإمام الشافعي، ومسجد للإمام الحسين.
استمع لكبار نجوم الفن
ووسط التشدد الذي اتسم به شيوخ آخرين معاصرين له، لم يكن الشيخ عبدالباسط عبدالصمد متشددًا أو متعصبًا، إذ أحب الموسيقى والغناء بشكل كبير واستمع لكبار نجوم الفن، مثل أم كلثوم وسعاد محمد وفيروز.
خلال رحلة حياته التقية عاصر الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ثلاثة من رؤساء مصر، الرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس أنور السادات، والرئيس حسني مبارك، وقد أحبوه ثلاثتهم، إذ كانت علاقته طيبة بهم، كما أنهم دعوه في الكثير من الحفلات والافتتاحات الرسمية، وتم منحه وسام الإذاعة المصرية عام 1984، وفي نفس العام أصبح أول نقيبًا لقراء مصر.
أبرز الجوائز والتكريمات
وعلى الصعيد العربي والعالمي، أحبه حكام الدول أجمع كذلك، إذ منح وسام الكفاءة الفكرية من الملك محمد الخامس ملك المغرب، وكان يدعوه مرتين في العام لزيارة المغرب، كما منح وسام الاستحقاق من إندونيسيا، منحه الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وسام فلسطين سنة رحيله، كما حصل على وسام رئيس وزراء سوريا.
في 30 نوفمبر من عام 1988 غاب صوت صاحب الحنجرة الذهبية، بعد أن ترك لنا إرثًا لا يقدر بثمن، ترك للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتل والمجود ومصاحف مرتلة لبلدان عربية وإسلامية.