فى ذكرى علي الكسار .. كيف ولدت شخصيته الشهيرة عثمان عبدالباسط وكيف قضت عليه ؟
تحل اليوم 15 يناير، ذكرى رحيل الكوميديان علي الكسار الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1957، عن عمر 69 عامًا، بعد معاناة مع الفقر والمرض.
كيف ولدت شخصية عثمان عبدالباسط؟
ابتكر الكسار، شخصية البربري عثمان عبدالباسط، لينافس بها شخصية كشكش بك التى تألق بها نجيب الريحاني، وابتكر خلطة خاصة به، كان يدهن نفسه بها قبل العرض، حتى يكتسب اللون الأسود.
وفى مقال سابق له بمجلة الكواكب كشف الكسار عن كيفية ميلاد شخصية عثمان عبدالباسط، وقال إنه فى عام 1916 كان يجري مشوارات تقليدية مع المؤلف مصطفى أمين على مقهى أستراليا قبل كتابة المسرحية الجديدة حسن أبو على سرق المعزة.
وكان من بين شخصيات المسرحية شخصية خادم ساذج، وخلال البحث عن الكاركتر الذى سيقدم من خلاله الشخصية تذكر الكسار رجل نوبي عرفه فى طفولته، حين كان يعمل مع خاله سفرجي وكان أغلب من يتعامل معهم من أهل النوبة.
كتب الكسار وأمين الرواية وحققت مع الأيام الأولى نجاحا لافتا بفضل شخصية عثمان عبدالباسط، والتى استغلها علي الكسار لمدة خمس سنوات، فى أكثر من عمل.
الريحاني يوقف عروضه بسبب عثمان عبدالباسط
وقال الريحانى فى مذكراته عن هذا النجاح : فكرت كثيرا في طريقة لإصلاح فرقتيـ ورأيت أن كازينو دي باري المجاور لنا والذي تديره مدام مارسيل، ويعمل به الأستاذ علي الكسار، قد احتكر إقبال الجمهور، فما العمل إذن؟ أوقفت التمثيل في مسرحي ليلة أمضيتها بهذا الكازينو لأدرس عن كثب هذا الإقبال وسببه، وقد أدهشني أن كل ما رأيته عبارة عن استعراض يغلب عليه الطابع الإفرنجي، ويتخلله بعض مواقف فكاهية يظهر فيها الأستاذ علي الكسار، ومادام الجمهور يحب هذا النوع الاستعراضي فما المانع أن نقدم له ما يشتهيه.
بعد فترة قرر علي الكسار أن يغير جلده، ويقدم كاركتر أخر، قبل أن يفاجئ برسائل كثيرة من الجمهور تطلب منه عدم التخلي عن عثمان عبدالباسط.
وذكر أن أحدهم أرسل إليه يقول : بلاش تخرج عن شخصية عثمان وإلا اصبحت بزرميط تايه بين البياض والسواد، وميبقاش لك شخصية تخلى الناس تتهافت عليك من أجلها.
تحالف مع عثمان عبدالباسط
وهنا اختار الكسار أن يعود للشخصية، وقال : عقدت تحالف مع عثمان عبدالباسط عاهدته فيه أن أكون دائما سفيره الوحيد على خشبة المسرح.
ورغم النجاح الكبير للشخصية إلا أن فكرة الاعتماد عليها دون تجديد أصاب الجمهور بالملل، وهو ما جعل أسهم الكسار تتراجع أمام منافسه التقليدي نجيب الريحاني والذى تخلى عن شخصية كشكش بك، وراح يجرب أكثر من كاركتر أخر بينما انتهى الحال بالكسار فى المسرح الشعبي.
وقد أكد الكسار فى حوار لمجلة الكواكب فى السنوات الأخيرة من حياته أن يعاني من نسيان المخرجين له، وقال: لقد كبرت، سني 65 عاما، وقد نسي المخرجون على الكسار والحمد لله على كده، كتر خير المسرح الشعبي اللي متاوينا، إنني لم أدخر فى حياتي سوى الستر، ولا أطلب إلا حسن الختام فقد شبعت من المجد والصيت، لقد كنت أسلي الناس فى الماضي ومهمتي الآن أن أسلي نفسي باستعادة ذكريات الماضي.