وداعًا «الشيخ عبدالقادر» .. السوداني الذي أحب الفن وعشقه جمهوره
تطل علينا يوميًا مئات الوجوه عبر شاشة التليفزيون ولكن من بينهم من يعلق بالأذهان ويسكن القلوب ويرتبط بالجمهور بما يقدمه، ومن بين تلك الوجوه التي سكنت قلوب المشاهدين، فنانًا تميزت ملامحه بالطيبة وعباراته بالحكمة وعلقت أدواره بالأذهان، حتى عُرف بلقب «الشيخ عبد القادر» لبراعته في تأدية الدور، ومجاراته للعملاق يحيى الفخرانى فى المشاهد التى جمعتهما معا حتى اعتقد الكثيرون أنه من أصلٍ سودانى لشدة اتقانه اللهجة السودانية. هو الفنان «ابراهيم فرح» والذي فارق دنيانا أمس بعد صراع مع المرض دام لمدة عام لتنتهي معاناته أمس بوفاته داخل غرفة العناية المركزة بإحدى المستشفيات الخاصة بالمهندسين، عن عمر ناهز 68 عامًا وذلك بعد تدهور حالته الصحية خلال الساعات الماضية. ولد الفنان ابراهيم فرح عام 1951 في حي السيدة زينب بالقاهرة لأب وأم من أسوان، أحب التمثيل منذ صغره، وشارك بالمسرح المدرسي ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ولكنه اضطر لترك المعهد والنزول للعمل بعد تعرض والده إلى حادث، ولكنه ظل محبًا للفن وللوسط الفني، لعبت الصدفة دورًا كبيرًا فى حياة الشيخ عبدالقادر، حيث قابل زميله فى المعهد المخرج «زكريا يوسف» شقيق الفنان حسن يوسف، وذلك فى الوقت الذى قرر فيه فرح التوقف عن التمثيل، وكان زكريا يستعد لمسلسل أطفال بطولة حسن يوسف باللغة العربية الفصحى وكان فرح مشهورًا بإتقانه للغة العربية حيث كانت أسرته تهتم بتحفيظه القرآن فى الصغر، وبالفعل شارك بالمسلسل عام 2001 وكان عمره 49 عامًا ومع أول مشهد صفق له الجميع ولم يصدقوا أنه لم يقف أمام كاميرا من قبل وبكى من شدة التأثر.وبسبب اخلاصه للفن عشقه جمهوره لصدقه في التمثيل وطبيعته في تجسيد الأدوار.
شارك فرح في مجموعة كبيرة من الأعمال منها «الخواجة عبدالقادر»، «شيخ العرب همام»، «كفر دلهاب»، «حلاوة الدنيا»، «واحة الغروب» و«الزبيق»، وقام بدور الشيخ عبدالقادر في مسلسل «الخواجة عبدالقادر» وأبدع في هذا الدور المحوري حتى كان أحد أسباب نجاح المسلسل، لم يأخذ فرح المكانة التي يستحقها فنيًا والتي تليق بموهبته العظيمة ولكنه كان راضيًا ومكتفيًا بكونه يعمل في المجال الذي تمناه طيلة حياته، آخر أعمال ابراهيم فرح فيلم «عيش حياتك» عام 2019، حتى رحل عنا الشيخ عبد القادر أمس الجمعة 17 يناير 2020 ولم يرحل حبه من قلوب محبيه.