من سنة الحياة التطور والتقدم للأمام، ولكن هذا القول يبدو أنه لا يتطابق مع الأغنية المصرية، التي تتطور للخلف لا للأمام .. وتوزعت الاتهامات والمسؤوليات، المؤلفين يتهمون الملحنين، والمطربين يتهمون المؤلفين، وضاعت الأغنية وسط الاتهامات المتبادلة، ولكن على عاتق من يقع التطور مادام كل من هؤلاء ينفى عن نفسه التهمة، وأين الرواد الأوائل التي قامت نهضة الأغنية عليهم.
هكذا كشف الشاعر الكبير مأمون الشناوي عن تفاصيل أزمة الأغنية المصرية، وما أصابها من تدهور، وما يعيق تقدمها، حيث سرد في مقاله الكثير من التفاصيل عن تلك الأزمة التي أحالها إلى عدم وجود فن يلامس مشاعر الناس ووجدانهم، فيقول مأمون الشناوي : هناك مليون أغنية ولكن من المليون عاش عدد قليل، ليس هناك ما يسمى بالتطوير في نظري، أنا أعرف أن هناك أغنية حلوة وأغنية رديئة فقط، سواء كانت قديمة أو حديثة، أما التطوير فأستبعده .. أما الفرق الجديدة فهي بدع تقليد للغرب.
ويشرح مأمون الشناوي الفوارق التي يجدها بين أغاني الشرق وأمريكا وأوروبا، فيقول : في أوروبا وأمريكا هناك شركات أسطوانات وكاسيت، الأغنية تنجح وتنال إعجاب الناس فيضعوها في اعتبارهم، ويتفقون مع أصحابها على أن يسجلوها، وهكذا حتى يكونوا مجموعة من هذه الأغاني الناجحة ويطرحوها في أسطوانة، ولكن الذي يحدث لدينا شئ مخالف تمامًا فبدون سماع ودون نجاح أسجل 12 أغنية وأقدمها للناس دون أن يعرفون ماذا يسمعون.
هناك أغاني جميلة ولكن الناس لا تريد أن تسمع، لأن هناك فكرة مسيطرة على الأذهان هي أن الأغنية انهارت تمامًا، أما أنا أريد مطرب أو مطربة تفتح نفسي، لأنني فقدت الثقة بمطربي هذه الأيام ولم أجد واحدًا منهم على مستوى كلماتي، فاستخسر أن أعطي كلماتي لإنسان لا يعرف كيف يوصل الكلمات إلى أذان المستمعين.