حفلات خاصة وصخب ومعجبات .. لماذا تخلى عمرو دياب عن وقاره وأصبح متاحًا للجميع ؟
سنوات طويلة، بحث فيها الباحثون، ودأب المهتمون على البحث عن إجابة سؤال خلّف مئات النظريات وآلاف التحليلات .. كيف صنع عمرو دياب أسطورته ؟ .. البعض يرى أن السبب هو حرصه الدائم على تطوير موسيقاه وتغيير شكل أغانيه، فيما أكد آخرون أن تميزه يكمن في اهتمامه بتغيير شكله الخارجي وربط نجاح المطرب بما يتبعه من أحدث صيحات الموضة.
غير أن هؤلاء وأولئك اتفقوا على أن السبب الأساسي هو أنه صنع لنفسه برج عاجي أقام به، مبتعدًا عن المهاترات والجدل والخلافات والقيل والقال، مسخِرًا تركيزه لفنه فقط، حتى أن عمرو يكاد يكون الفنان الأول الذي اخترع منهج الابتعاد عن الإعلام وإجراء اللقاءات، وهو ما جعل ظهوره في أية مناسبة بمثابة حدثًا يستحق التوقف في حد ذاته.
إلا أن المراقب لخطوات دياب في السنوات الأخيرة، يجد أنه قد كفر بكل مبادئ دستوره التي وضعها لنفسه، وصار متواجدًا أكثر من اللازم، ومباحًا بشكل ربما لم يحدث من قبل .. البعض رأى أن هذا التغير ما هو إلا إقبال أكبر على الحياة، لكن وكما تقول القاعدة الشهيرة : ما زاد عن حده .. انقلب إلى ضده.
ففي الآونة الأخيرة صارت حفلات عمرو الخاصة والعامة أكثر من اللازم، حتى أنه لا تكاد تمر أيام إلى ويحيي حفلًا أو يصدر أغنية، وكأنه فنان في بداية حياته يسعى إلى تحقيق الانتشار، فيما غرق في بحر التقاط الصور ذات الأوضاع الغريبة مع المعجبات .. فدياب الذي كان في الماضي يلتقط صوره بوقار مع جمهوره، وأقصى ما يفعله هو وضع يده في جيبه، أصبح الكل يشاهد هذه وهي ملتصقة به، وتلك التي تجلس في وضعية غريبة إلى جواره.
تصرفات الهضبة المثيرة للذهول، فتحت عليه أبوبًا لا تنغلق من الشائعات، وأصبح هناك من يؤكد أنه على علاقة بفلانة التي ظهرت معه في الصورة الأخيرة، أو الأخرى التي رافقته في حفلاته وكانت تترقبه في الصفوف الأولى.
في النهاية عمرو دياب نجم كبير، وأسطورة غنائية لا تحتاج إلى تشكيك، ولكن من الواضح أنه صار لزامًا عليه أن يراجع نفسه مجددًا، ويدرس أفعاله حتى يظل عمرو دياب هو عمرو دياب.