بعد عرض فيلم ريش .. أقيلوا محمد حفظي من رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي
اعتقد الجمهور أن زمن السينما المسيئة إلى سمعة مصر قد ولى إلى غير رجعة، خاصة في ظل الطفرة التي تشهدها البلاد حاليًا، فضلًا عن تركيز معظم الصناع على تقديم محتوى درامي وفني يرتقي بوعي المواطن، ويركز بدقة على الأزمات التي يعيشها، دون دس السم في العسل، غير أن فيلم ريش وصناعه الذين يأتي على رأسهم منتج الفيلم محمد حفظي كان لهم رأي آخر.
لم يكن انسحاب النجوم من العرض الخاص للفيلم والذي أقيم خلال النسخة الخامسة من فعاليات مهرجان الجونة، سوى علامة للاستياء الشديد من تصوير مصر على أنها دولة عشوائيات، رغم سياسة الدولة بالقضاء على هذه الظاهرة، ونقل الأسر إلى مناطق آدمية، وهو ما يظهر من خلال أحياء مثل الأسمرات وغيرها.
إلا أن عرض ريش ترك سؤالًا مذهلًا .. ألم يأن الأوان لإقالة محمد حفظي عن رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي ؟ .. فالرجل الذي يتولى رئاسة المهرجان الأهم والأعرق في تاريخ المنطقة، هو الذي أقدم على تقديم هذا العمل الذي يحقر من شأن مصر بشكل غير مسبوق، ولم يستحِ من فكرة عرض الفيلم بمهرجانات عالمية مثل كان وغيرها.
فبالعودة للوراء إلى ساعات قبل أزمة فيلم ريش، أجرى حفظي لقاء أدلى فيه بتصريح غريب مفاده، أن مشاركة جهات أوروبية وشركات فرنسية وهولندية ويونانية في إنتاج ريش لا يعني أن هناك آجندات من وراء العمل، وكأنه يشعر بأن الفيلم سيحدث أزمة، لكن السؤال الذي يجب أن يبحث حفظي عن إجابته : ما الذي سيستفيده منتجون فرنسيون وهولنديون ويونانيون من إنتاج فيلم مصري يظهر مصر بهذه الصورة المؤسفة ؟.
وردًا على من يقول أن هذا نقلًا للواقع، فما لا يعرفه هؤلاء أن صناع السينما الأمريكية الأهم والأعرق على مستوى العالم، لا يجرؤون على الإساءة لبلادهم، وإنما دومًا ما يصورون المواطن الأمريكي بأنه هو الذي ينقذ العالم والكوكب من الفيروسات المميتة، والأشرار، وحتى من هجوم الكائنات الفضائية.
إن بقاء حفظي على كرسيه كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائي بات أمرًا غير مقبول، فالذي يجرؤ على نقل صورة غير عادلة، ولا حقيقية عن مصر، دون أن يخشى على صورة بلده في المحافل الدولية، لا يستحق أن يستبد بكرسي المهرجان الفني الأهم فيها .. أقيلوا محمد حفظي قبل أن يصبح مهرجان القاهرة هو الآخر خنجر في ظهر الدولة، يغرسه المغرضون بدعوى نقل الواقع ورؤية المخرج.