في ذكرى رحيل رياض السنباطي .. الكبرياء الموسيقي كان سر خلافه مع كوكب الشرق
عرف عن الموسيقار رياض السنباطي الدهاء والذكاء الشديد، والبراعة في المراوغة، وعدم الاستسلام، وكان أشد ما يميزه هو الكبرياء الموسيقي والذي كان سببا في القطيعة بينه وبين كوكب الشرق أم كلثوم، وتحل اليوم 10 سبتمبر، ذكرى رحيل الموسيقار العبقري، وبهذه المناسبة ونروي قصة أغنية يا ناسيني، التي كانت بمثابة عود ثقاب أشعل غيرة أم كلثوم الفنية ليجعلها تعود إليه دون أن يتودد لها.
عُرف عن أم كلثوم الشدة والحزم وكثرة التدخل في الألحان، مما جعلها تفقد العديد من الملحنين الذين شاركوا في صنع مجدها، منهم الشيخ زكريا أحمد الذي وصلت القطيعة معه إلى ساحات المحاكم بسبب تلك الخلافات، ومحمد القصبجي الذي تخلى عن دوره كملحن وحجز مقعده كعازف للعود خلف الست، طاويا صفحة التعاون الفنى معها، أما السنباطي فلم يستسلم لتسلطها الفني.
وتعود القصة إلى وقوع خلاف بين أم كلثوم ورياض السنباطي بسبب تدخلاتها المتعددة بألحانه، في حين رفض ذلك بسبب المساس بجمله الموسيقية، فكانت الوقيعة التي وصلت لـ 3 سنوات، وكانت قد فقدت حينها أم كلثوم معظم الملحنين، حتى وصل الحال بها لإلغاء حفلتها الشهرية التي لم تتأخر عنها أبدا، تزامنا مع هذا الموقف، وكان قد وجد السنباطي ضالته وهي المطربة الجديدة حينها شهرزاد، وقرر أن تكون تلك هي الضربة القاضية لأم كلثوم لتعيدها إليه مرة أخرى، لحن لها أغنية يا ناسيني، ليس هذا فحسب بل عمل مقدمة موسيقية تخطت الـ 5 دقائق، ومضى في خطته عزف صولوهات العود بنفسه، وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بذلك، وسط دهشة شهرزاد والفرقة.
كانت الأغنية في البداية قد كتبت لأم كلثوم بكلمات مأمون الشناوي، ولكن تلك القطيعة جعلها ترقد بأدراج مكتب السنباطي حتى قرر أن تكون هي سلاحه الفني ضد أم كلثوم، وبالفعل حققت الأغنية نجاحًا كبيرًا وعند إلغاء حفل أم كلثوم لجأت الإذاعة إلى إذاعة أغاني قديمة للست وكانت تستمع هي للراديو، وفجأة وجدت شهرزاد تشدو برائعة السنباطي يا ناسيني وسط أغانيها فكانت هنا النقطة الفارقة التي أوصلت نار غيرتها إلى منتهاها.
لم تصمت الست، بل هاتفته في مكالمة عنيفة وعاتبته كثيراً، وتدخل محمد عبدالوهاب لحل الأزمة بينهما، وظهرت وقتها المقولة الشهيرة التي تبرز مدى دهاء السنباطي وهي : إذا أردتم أن تكلثموا فسنبطوا.