زينات صدقي .. بدأت حياتها كمطربة وكتبت رسائل إلى الله فى أيامها الأخيرة تشكو الفقر والمرض والإيجار المتأخر
فى 4 مايو 1912، ولدت زينب محمد سعد، التى سيعرفها الجمهور لاحقا بإسم زينات صدقي فى الإسكندرية، ورغم أن أغلب أدوارها على الشاشة إن لم تكن جميعها تدور فى فلك الكوميديا إلا أن حياتها بعيدا عن الكاميرا لم تعرف أى من أنواع السعادة.
ففى سن الثالثة عشر من عمرها، قررت أسرتها أن تُحملها المسئولية كاملة رغم أنها لم تكن قد تجاوزت بعد طرق الأطفال فى التعامل أو التفكير، فزوجتها من أحد أقارب والدها، غير أن الزوج كان يتفنن فى معاملتها بشكل سيء للغاية، وهو ما عجل بطلاقها وعودتها إلى بيت أهلها من جديد.
مع العودة حاولت زينات صدقى أن تستغل موهبتها وصوتها الجميل فى كسب الرزق أولا، والخروج من الحالة النفسية السيئة التى تركتها تجربتها الفاشلة مع الزواج ثانيا، فعملت لفترة مطربة فى بعض الفرق، حتى استمع إليها الفنان الكبير نجيب الريحانى ذات يوم ونصحها بأن تركز فى التمثيل بدرجة أكبر من الغناء.
بعد فترة شاهدتها بديعة مصابني وضمتها لفرقتها، غير أنها قررت أن تُعلمها الرقص، وهو الأمر الذى رفضته زينات، وانطلقت إلى فرقة نجيب الريحانى، الذى كان أول من يختار لها اسمها الفنى زينات صدقي.
وبعد فترة من النجاح على خشبة المسرح، انتقلت زينات إلى السينما لتقدم من خلالها أهم أعمالها والتى يحفظها لها الجمهور عن ظهر قلب حتى اليوم، ولعل أشهرها دورها فى فيلم ابن حميدو، وكذلك شارع الحب ومعبودة الجماهير والعتبة الخضراء.
فى أيامها الأخيرة وبعد أن شاركت فى 300 تجربة فنية عانت زينات صدقى من تجاهل الجميع، فيما داهمها المرض والفقر، حتى أن حفيدتها أكدت أنها كانت تكتب رسائل إلى الله وتضعها فى مصحف، وكانت آخر رسالة كتبتها : يا رب الإيجار متأخر من 3 شهور ، يارب أنا مابشتغلش دلوقت استرنى وسدد ديونى، وادينى الصحة.