حلمي بكر في ذكرى ميلاد عبدالوهاب : طردني من البروفة وقال عليّ مخاوي وخصص جزء من مذكراته عني

يوافق اليوم 13 مارس، ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، والذي سيظل اسمه وأعماله أثراً من آثار مصر العظيمة وفخراً لكل مصري كونه ابن نفس البلد.

وبهذه المناسبة تواصل خبر أبيض مع الموسيقار حلمي بكر، ليروي كيف كانت بدايته معه وكيف كانت علاقتهما، وقال : لحنت لجميع نجوم جيل العمالقة، وتتلمذت على يد المبدع الكبير موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ومن هنا بدأت قصتي معه، وتابع : كنت أبكي حين أسمع ألحانه وأغانيه منذ كنت طفلاً، ولم أكن أعلم سبب بكائي إلى أن علمت أن ذلك يعود لشدة تأثري وحبي لهذه الألحان وهذا قمة الإحساس والفن.

وأضاف : من شدة ولعي بألحانه استطعت التسلل إلى غرفة البروفات، وكان عبدالوهاب يقوم بعمل بروفة على أغنية بفكر في اللي ناسيني، واختبأت لـ 6 ساعات هي مدة البروفة، كي أستمتع بمشاهدته مباشرةً أثناء عمله، دون أن يراني أحد ولكني لم أستطع الصمود وسقطت على الأرض من شدة الإرهاق، فشعر بي عبد الوهاب وقال : من هنا؟! فأجابت برعب : أنا آسف فنهرني بشدة وعصبية وقال: اطلع برا.

وأكمل : دارت الأيام  وبدأت بالعمل فعلاً بالتلحين ووصلت ألحاني إلى مسمع عبدالوهاب، وفوجئت ذات يوم باتصال من إسماعيل ياسين يقول لي : افتح الراديو بسرعة عبدالوهاب بيتكلم عنك، ولم يكن عبد الوهاب يعرفني شخصياً ولكنه تحدث عني حديثاً أثلج صدري، وبعد ذلك ذهب فؤاد المهندس لعبدالوهاب ليستشيره في اسم ملحن لمسرحيته الجديدة سيدتي الجميلة، فقال له لا يوجد أفضل من حلمي بكر فهو ممتاز.

وعندما وصل فؤاد المهندس إليّ فوجئت بأنه كان من تلاميذه، فقال له: هو أنت؟، وعلمت وقتها أن عبدالوهاب هو من أرشده عني، وكانت مسرحية سيدتي الجميلة هي بداية دخول الميوزيكال شو مع الموسيقى العربية في مصر، وعند العرض الأول للمسرحية حضر عبدالوهاب العرض وطلب أن يقابل الذي لحن هذا العرض الرائع، ولم يكن يعلم أنني الطفل الذي طُرد من حجرة بروفاته.

وقال : ذات يوم أطلق عبدالوهاب علي لقب المخاوي من شدة إعجابه بألحاني، فهو يرى أن من يطلق مثل هذه الألحان الرائعة ليس إنساناً طبيعياً بل إنه مخاوي، وعند كتابة مذكرات عبدالوهاب اشترط أن يكون منها جزء يخصني وهذا في حد ذاته تقديراً عظيماً لي.