صبري عبدالمنعم في ذكرى وفاة عمار الشريعي : سيد مكاوي كان بيقوله اللي عماك يعمينا
حلت أمس الإثنين الموافق 7 ديسمبر ذكرى رحيل شيخ الملحنين العبقري عمار الشريعي، والذي حقق طفرة في تاريخ الموسيقى العربية، متفوقاً على مشكلة فقدانه لبصره.
وبهذه المناسبة تواصل خبر أبيض مع صديقه صبري عبد المنعم ليروي لنا مواقف من حياته الخاصة وأيضاً تفاصيل اللقاء الذي جمعه به قبيل وفاته بشهر واحد، وقال : عمار الشريعي رحمه الله كان ظاهرة فنية لن تتكرر، مستوى من الوعي والإدراك لم أعهده من قبل، لن أستطع وصف هذا الرجل ولكن سوف أروي موقفاً له، ذات يوم مجتمعين في منزله نتناول العشاء ومعنا صلاح السعدني وعلي صادق، وباقي الأصدقاء وكان لديه ستوديو صوت بالمنزل، وبعدما جلسنا لفترة خرجنا للجلوس بحديقة المنزل وإذا بالكهرباء تنقطع وعندما وجد أصواتنا تعلو اعتراضاً على الأمر وجدناه يضحك بصوت عال ويقول : طبعا كلكوا هتحتاسوا أنا الوحيد اللي متعود ومش هحتاس، فكان النور نابع من داخله.
وتابع : لم أر شخصاً يستحق ذلك ولا كل هذه العبقرية من بعد بليغ حمدي سوى عمار الشريعي فهو ليس امتدادًا له ولكنه بذات العبقرية التي أضفت للموسيقى العربية روحاً ورونقاً جديدين، وترك أثراً لا يمكن إنكاره في غواص ببحر النغم، وأيضاً في التحليل الموسيقي والذي لم يقم غيره بتقديمه، غير دكتور يوسف شوقي، ولكن مستوى وعيه وإدراكه أن يقدم تلك الحلقات ليعرف الناس بالمزيكا ويفهم غير المتخصصين بالموسيقى فهذا شيء يذكر له.
وعن آخر لقاء جمعه به والذي كان قبل وفاته بشهر واحد، قال : كنا لديه بالمنزل جميعاً وقام بتذكرتنا بموقف حدث بينه وبين الشيخ سيد مكاوي رحمة الله عليه، حيث اقترح عليه صديق له أن يذهب ويعرض ألحانه على الشيخ سيد وبعد أن استمع الأخير لألحان عمار الشريعي قال له : يا سيدي اللي عماك يعمينا، وكأن الله أخذ منه نعمة ليعطيه أضعافها ويجعل منه مبدعاً لا يقارن.