كواليس المشهد الذي أصاب عبدالحليم حافظ بالإكتئاب وأدى إلى تأجيل تصوير فيلم أبي فوق الشجرة
في الفترة التي كان يتم خلالها تصوير فيلم أبي فوق الشجرة عام 1968، كان العندليب عبد الحليم حافظ في أشد فترات مرضه، وبالتحديد عند التحضير لتصوير الإسكتش الشهير قاضي البلاج، طلب حسين كمال المخرج من حليم أن يظهر عاري الصدر، مرتدياً المايوه فقط ليكون المشهد واقعياً ومناسباً لجو البحر والصيف.
ولأن عبد الحليم كان يعاني من ظروف صحية قاسية، وأجريت له آنذاك عدة جراحات في مناطق متفرقة من جسمه، رفض الامتثال لرأي المخرج، ولكنه تحت الإلحاح من حسين كمال، قبل بالأمر الواقع على مضض وخلع القميص الذي كان يرتديه ويخفي به آثار الجراح، ولكنه شعر بالشفقة من عيون كل من حوله، ولكن كان الأمر الأشد قسوة ما أبداه المخرج الكبير من استياء حين رأى جسم العندليب نحيلاً ضعيفاً لا يتناسب من وجهة نظرة مع روح الشباب واللياقة البدنية، التي يجب أن يكون عليها البطل عادل كمال، طالب الجامعة في مشهد ينطق بالحيوية والتفاؤل، بحسب السياق الدرامي للفيلم وتبعاً لمواصفات البطل الشخصية.
فهم حليم واستشعر رأي المخرج ووصله بوضوح رد فعله إزاء حالته الصحية الواهنة، فانعكس ذلك عليه بالسلب وأدخله في حالة اكتئاب حادة، أدى إلى تأجيل التصوير، وكان من الممكن أن يتسبب هذا الموقف في إلغاء الفيلم بشكل نهائي لولا تسامح عبدالحليم وتخطيه لصعوبة الموقف.