جمال العدل عن سامي العدل في ذكرى ميلاده : قالنا إنه هيموت وإحنا بنصور مسلسل حارة اليهود
في مثل هذا اليوم 2 نوفمبر ولد صاحب الكاريزما الملفتة والحضور الطاغي، سامي العدل، الأب الروحي للعديد من الفنانين، الذي عُرفت عنه الرجولة والجدعنة، وأثرت طيبته وحنيته في الكثيرين، والذي رحل بجسده وبقيت سيرته وأعماله.
وكشف شقيقه الأصغر المنتج جمال العدل عن ذكريات الطفوله معه، ومدى تأثيره في تكون شخصيته، وقال في تصريح خاص لـ خبر أبيض : سامي العدل أبي قبل أن يكون أخي، فهو عمود الخيمة ومهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه، وحتى الآن لم يخترعوا في اللغة ما يصف كيف كان سامي العدل، وتابع : كان يكبرنا أنا ومدحت بما يقرب من 10 أعوام، وكنا نقول له «أبيه سامي»، فهو من جعلنا نرى الدنيا، ومن أخذنا إلى وسط البلد وقت أن كان من الصعب الوصول لها، وهو من أدخلنا الفنادق، وكلما كبرنا كبر اهتمامه بنا، وظل يراعينا طوال حياته.
وأضاف : اسم سامي كان مثل الطبل بمنطقة شبرا، حتى قبل أن يدخل مجال التمثيل، فهو زملكاوي متعصب ويحب لعب الكرة، واجتماعي لدرجة كبيرة، وحظي بحب كل من عرفه، ولأسباب عديدة كان المفضل لدى الجميع ومشهور حتى قبل التمثيل، وأستكمل : طوال حياتنا ونحن نسير مرفوعي الرأس بأننا أشقاء سامي العدل، الجميع يعمل لنا حساب بسببه، وهو شخص بسيط جداً لأبعد الحدود، وكأنه من عمرنا برغم فارق السن الكبير بيننا، ولطيف جداً معنا.
وعن الفترة الأخيرة في حياته قال : كنا نعمل في التصوير بحارة اليهود في بين السرايات، وكان جسده بدأ في التورم، ويشعر بالإعياء، فدخلت ذات يوم الاستوديو بحارة اليهود لأجد جميع الموجودين في حزن كبير، ووجوههم متجهمة، فسألت عن الأمر أجابوني : أستاذ سامي بيقول أنه قرب يموت، وكان في هذا الوقت أقرب إلى كونه طفل لعبي متمرد على كل شيء، فكان يعاني من مرض السكر، ورغم ذلك كان يطلب أيس كريم وبسبوسة وحلويات.
وتابع : دخلت غرفته وجدت الوضع بهذا الشكل وكنت عصبي جداً، وظللت أتحدث معه بعصبية، لماذا تدفع بنفسك للموت؟، ولماذا تعاند فيما يخص صحتك؟!، وبعدها شعرت أني كنت قاسياً وعنيفاً معه، فهو أخي الأكبر ولا يصح أن أتحدث معه بهذا الشكل، فانحنيت مقبلاً يده أمام الجميع اعتذاراً على ما بدر مني، فهو أبي وليس أخي فقط، وكان هذا قبل وفاته بأقل من أسبوعين، شعرت أنه كان يشعر باقتراب أجله، كثيراً أسمع أنهم يشعرون ولكني في حالى سامي تأكدت، وكأنه في عالم آخر.
وأضاف : كان سامي ابن بلد حقيقي لا يتعالى على أحد مطلقاً، بل كان من أبسط وأسهل خلق الله، لم يكن يعطي للدنيا اهتماماًن وأبداً لم يتعامل يوما على أنه أفضل من أي شخص خلقه الله، فكان سامي صاحب فضل علينا جميعاً وعلى العائلة بأكملها، منذ نعومة أظافرنا نجد بمنزلنا سعيد صالح وأحمد زكي، فشعرنا بأننا داخل الوسط الفني قبل أن ندخله.
وختم حديثه قائلا : كنا نشاهد جميع مسرحيات القطاع العام ونحن بعمر الـ 5 سنوات، سواء الطليعة أو العائم أو القومي، فكان عالم ساحر ومبهر وحباً لـ سامي حبينا المهنة جداً، فقد نقل لنا حب الفن بدلاً من أن يعطينا نصائح، فهو كان أب وأخ وصديق يصنع لنا حالة من الإبهار الدائم.. رحمه الله وجعله من أهل الجنة.