الهضبة والكينج .. حكاية 80 سنة غنا
الكينج والهضبة .. محمد منير وعمرو دياب، اسمهما فقط يشكل فصلاً هاماً من تاريخ الغناء العربي، فما وصل إليه النجمان من نجومية وتألق، وجماهيرية أيضاً، قد يتخطى أي نجم سبقهما، أو أي طامح تلاهما.
عند التوقف عند عمر نجومية منير ودياب، فسيُلاحظ أنه تاريخ كامل، غير مرتبط ببدايتهما، وذلك مع انطلاق منير عام 1977 بأول أعماله، ليظل متواجداً في الساحة الغنائية حوالي 43 عاماً، وظهور دياب بعدها عام 1983، متربعاً كنجم خلال 37 عاماً، وبمحموع مدة تواجدهما في الوسط الفني، يتضح إنه 80 عاماً.
ما حققه محمد منير وعمرو دياب، يتجاوز بمراحل فترة تواجدهما على الساحة الفنية، كما إنه قطعاً يتخطى حد الـ 80 عاماً، حيث إن ما قدماه سيخلد دون شك، ولم تكن بداية كل منهما سهلة أو مفروشة بالورود، فظهر الكينج بعد بضعة أشهر من وفاة العندليب عبدالحليم حافظ، والذي كان يتربع منفرداً على عرش الغناء حينها، وترك برحيله فراغاً هائلاً يصعب على أي مطرب أن يملأه.
إلا إن منير كان قد أدرك إن العندليب لن يكون له نظير، فقرر أن يسلك طريقه الخاص، الذي ربما لم يسبقه أحد إليه، فقدم ألبومه الأول علموني عينيكي، والذي كان في بادئ الأمر غريباً من الناحية الموسيقية على الجمهور، وظل الملك يخطو مواجهاً عاصفة الدهشة مما يقدم، حتى التقطه المخرج يوسف شاهين، وقدمه في فيلمه حدوتة مصرية، والذي عُرض عام 1982، وكانت بداية منير الحقيقية.
فيما لم تختلف بداية دياب كثيراً عن منير، فبعد انتقاله إلى القاهرة ليلتحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية عام 1982، قدم بعدها بعام واحد أولى أغانيه التي حملت اسم الزمن، وكانت من كلمات هاني زكي وألحان هاني شنودة، ولم تحقق النجاح المتوقع، خاصة وإن إتجاه الهضبة منذ اليوم الأول إلى اللون الشبابي السريع الذي لا يخلو من اللمسة العربية غير معتاداً.
وظل عمرو يصارع موجة المقاولات التي سيطرت على فترة الثمانينات سواء في التمثيل أو الغناء، حتى جاءت انطلاقته الحقيقية من خلال ألبوم ميال، والذي طرحه عام 1988، ودُشن من خلاله عمرو كنجم سيحصد أغلب الجوائز الموسيقية المصرية والعربية فيما بعد.
وبحكم الأرقام والإنجازات، فكما كان هناك عصر أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، فسيأتي الوقت الذي يذكر فيه البعض إنه قد عاش وعاصر زمن الكينج والهضبة .. كل سنة وأنتوا طيبين.