صحافة زمان .. ماجدة الصباحى : فيلم المراهقات قصة حياتي وسعاد حسني كانت مرشحة لدور صديقتي
روت ماجدة الصباحى فى مذكراتها كواليس فيلم المراهقات سنة 1960، وقالت في إحدى حواراتها الصحفية عن الفيلم : للمراهقات حكايات كثيرة ممتعة وشيقة ففكرته كانت لي، وذلك لأن حياتي كانت مشابهةً جدا لما جاء بالفيلم، فجزء كبير من هذه التفاصيل كنت أعيشها داخل منزلنا، وبهذا الشكل كان يعاملني أخي مصطفى الصباحي.
وتابعت : بعد النجاح الرهيب الذي حققه فيلمي «أين عمري»، أصبح من الصعب اختيار الفيلم التالي له، فالأهم من النجاح المحافظة عليه، وبالفعل بدأت أبحث عن قصة أو فكرة أخرى جديدة لم تقدم من قبل، واستقررت بعد رحلة من التفكير على أن أقدم حياة «المراهقات»، واقترحت الفكرة على السيناريست الكبير علي الزرقاني، فقد كان صديقا للعائلة ويزورنا كثيرا، ومطلع على جزء كبير من حياتي، وبعد أول مجموعة مشاهد قرأتها قلت له مازحة : هو أنت عامل قصة حياتي!!! فضحك وقال : هذا ما أريده، لكي تنجحي في هذا العمل بالتحديد، يجب أن يكون به جزء كبير من مراهقتك وتفاصيلك الشخصية لتقدميها بأحاسيسك الطبيعية.
وأضافت ماجدة : طلب مني أن أقص عليه جزءاً كبيراً من مرحلة المراهقة، واقتنعت بما قال، وقصصت عليه روايات وتفاصيل ومواقف عدة مررت بها، كان أهمها ما أتعرض له في البيت من ضغوط، والحبيب الذي لا أجده أبدا، فخرجت على الشاشة شخصية مصطفی الصباحي في أخي الذي جسدها الفنان عمر ذو الفقار كما هى تماما فى الحقيقة، تحمل العنف الشديد الذي يدفعه الحب والخوف عليّ دائما، كما خرجت شخصية والدتي بها مبالغة بعض الشيء عن أمي في الحقيقة، التي كانت ذات شخصية قوية، ولكنها لیست بكل هذا العنف، وخرجت شخصية أبي الحنون عليّ دائماً في شخصية جدي، الذي مثلها حسين رياض.
واستكملت : أثناء التصوير كنت أشعر أني في بيتي وبين أفراد أسرتي، وكانت كل انفعالاتي طبيعية جدا ولكن باقي ما جاء بالفيلم من شخصيات مثل رشدي أباظة والآخرين لم أمر بهم في حياتي الطبيعية بهذا الشكل، فقد كانت الحبكة السينمائية لعلي الزرقاني، وقد اتفقنا على أن رشدي أباظة هو الوحيد القادر على القيام بهذا الدور، فقد كان رشدي نجم الساحة الفنية في هذا التوقيت وكان له اسم فني وتجاري هائل، وهاتفت رشدى تليفونيا وحددت له موعدا، وجاءني بالفعل إلى المكتب لنتفق على العمل ووافق على الفور، وحددت له أجراً 3000 جنيه.
وقالت : بدأ المكلفون بتجهيز الديكورات يعدون لذلك، وبدأت أنا أعد لشخصيتي بالفيلم وأجالس كثيراً فتيات في سن المراهقة حتى أدرس مشاكلهن بعناية، وأزور بعض الأطباء النفسيين لأتعرف منهم على الطبيعة النفسية لمن دخل في مرض نفسي بسبب الكبت والحب، وزرت مستشفى الأمراض العقلية لأراقب تصرفات وأفعال فتيات يعانين من نفس ما تعاني بطلة الفيلم، فعادة الناس تضحك لمشاهدتها مجنونة لكني كنت حريصة ألا يضحك عليّ أحد من المشاهدين، لأنه لو ضحك فلتت الدراما والأحاسيس من الفيلم، لقد كانت جولة شاقة ومتعبة.
وعن سعاد حسني قالت : فتاة لطيفة جميلة، وكانت وجها جدیداً لم تقدم على التمثيل من قبل، واتفقت معها على أن تجسد دور صديقتى في المدرسة وكانت سعيدة جدا بهذا الدور، ولكنها فجأة بعد مرور بضعة أيام اعتذرت لي لأنها تعاقدت على فيلم «حسن ونعيمة» أول أفلامها مع محرم فؤاد، وقبلت اعتذارها وتمنيت لها النجاح والتوفيق، وأسندت الدور إلى ممثلة كانت جديدة أيضا وهي الجميلة زيزي مصطفى التي برعت في تأديته، وكان انطلاقتها الحقيقية.