محيي إسماعيل : رأيت رشدي أباظة يبكي قبل وفاته بأيام بسبب صباح
تحل اليوم 2 أغسطس ذكرى ميلاد دنجوان السينما المصرية وفتى الشاشة، الذي ظل حضوره طاغيا، حتى بعد رحيله بسنوات، وبهذه المناسبة تواصل خبر أبيض مع محيي إسماعيل والذي جمعته بالدنجوان العديد من المواقف الطريفة والمحزنة ليروي لنا ذكرياته مع النجم الكبير، فقال : كان لي العديد من المواقف معه، ولكني أذكر ذلك اليوم الذي كنت سألتقي به للمرة الأولى، ولأن رشدي أباظة ليس فناناً عادياً كان لابد أن ألفت انتباهه.
وتابع : فكرت كيف يمكن أفعل هذا، حتى جاءتنى فكرة الجلوس أمام الباب الذي سيدخل منه الاستوديو، الذى يتم فيه تصوير فيلمنا «وراء الشمس»، جلست بالفعل ووضعت رجل على رجل، وكان هدفي أن يركل قدمي ويبدأ من هنا التعارف كجر شكل بالمعنى الدارج، بالفعل دخل الدنجوان ونظر لي ولم أنزل قدمي، فقام بركلها وعنفني بعصبية شديدة، وقال : نزل رجلك، ثم سألني : انت اسمك إيه؟.
يواصل : كان هدفي بعد ذلك أن أجلس معه ونتجاذب أطراف الحديث، فأبلغته باسمي ونادى على المساعد وقال له : هاته على الأوضة، وهناك جلست معه وأنا لا أكاد أصدق أني أمامه، وسألني : ليه حطيت رجل على رجل قدامي؟ فأجبته أني كنت أريد لفت انتباهه فقط، وبعد ذلك سألني : فطرت؟ فأحبته بالإيجاب فقال : مش عاوز سيمون فيميه؟ أجبته : ابن مين دا وبيشتغل إيه والله ما أعرفه، نادى على فلفل وقال له : هاتله سيمون فيميه، ظننت أنه أحد مساعديه وسيأتي به ليضربني، ولكني وجدته يخرج لي ساندويتش ويقول لي : كل هو دا السيمون فيميه فأجبته : الحمد لله إني اتعرفت من خلالك على الشخصية الجميلة دي.
وعن آخر لقاء جمعه به قال : ذهبت إليه في آخر أيامه بمينا هاوس، وكان السرطان أخذ منه ما أخذ، ورأيته يبكي فسألته : معقول الإمبراطور بيبكي؟ فقال : متصلتش في معادها، استفسرت منه من تكون! فأجابني: الصبوحة، كان ينتظر مكالمة من الشحرورة وتأخرت عن موعدها فبكى، فلم يكن الحب بينهما انتهى حتى بعد الانفصال، ولكنها اتصلت وظل يحدثها فترة، وبمجرد أن أنهى المكالمة نهض وتغيرت أحواله، وقفز بالمسبح، ولكن المؤلم أنه لم يستطع الخروج منه فقد كان المرض في مرحلة متأخرة، وحضر 5 رجال ليخرجوه من المسبح ويصعدوا به إلى غرفته، ولآخر مرة أراه في هذا الموقف رأيته يبكي من شدة الحسرة على صحته، وبعد فترة قليلة من هذا اليوم رحل رشدي أباظة عنا للأبد.